للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الاعتمار عمرتين في سفرة واحدة على أن يكون الإحرام للثانية من التنعيم]

سؤال: هل يجوز أن أعتمر عُمْرَتين في سَفْرة واحدة وأنا من الأردن، فالأولى من ميقاتي والثانية من التنعيم مثل عائشة رضي الله عنها، إن كانت لا تجوز فهل يجوز عن والدي -مثلاً- المتوفى أو والدتي، وجزاكم الله خيراً؟

الجواب: الذي يُرِيد أن يعيد العمرة ينبغي أن يعود إلى الميقات الذي أحرم منه، وسواء ذلك عن نفسه أو عن أبويه.

أما أن يُحْرِم من التنعيم حيث أحرمت منه السيدة عائشة هذا حكم خاص بعائشة ومن يكون مثلها، وأنا أُعَبِّر عن هذه العمرة من التنعيم بأنها عمرة الحائض؛ ذلك بأن عائشة -رضي الله عنها- لما خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حاجة في حجة الوداع، وكانت قد أحرمت بالعمرة، فلما وصلت إلى مكان قريب من مكة يعرف بـ «سرف» دخل عليها الرسول عليه الصلاة والسلام فوجدها تبكي، فقال لها: «مالك تبكين أَنَفِسْت؟ قالت: نعم يا رسول الله، قال عليه الصلاة والسلام: هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاصنعي ما يصنع الحاج غير ألاّ تطوفي ولا تصلي» فما طافت ولا صلت حتى طَهُرَت في عرفات، ثم تابعت مناسك الحج وأدت الحج بكامله.

لما عزم الرسول عليه السلام على السفر والرجوع إلى المدينة دخل عليها في خيمتها فوجدها أيضاً تبكي، قال: «مالك»؟ قالت: ما لي يرجع الناس بحج وعمرة وأرجع بحج دون عمرة؛ ذلك بأنه بسبب حيضها انقلبت عمرتها إلى حج، حج مُفْرَد فهي الآن تقول تبكي حَسْرةً على ما فاتها من العمرة بين يدي الحج، بينما ضَرَّاتها بنت أم سلمة وغيرها رجعوا بعمرة وحج، وبذلك هي تبكي تقول: «مالي لا أبكي» الناس يرجعون بحج وعمرة وأنا أرجع بحج، فأشفق الرسول عليه السلام عليها، وأمر أخاها عبد الرحمن ابن الصديق أن يُرْدِفَها خلفه على الناقة، وأن

<<  <  ج: ص:  >  >>