السؤال: شيخنا: في مسألة تَكْرَار الجماعة الثانية في المسجد، يسأل أحد الإخوة عن أثر أنس الذي رواه البخاري في صحيحه، ما هو الرد عليه؟
الجواب: طبعاً، أنت تريد ما هو الجواب؟
السائل: نعم.
الشيخ: أما نحن لا نَرد عليه، أولاً: أُريد أن أُلْفِتَ النظر، أنّ هذا الأثر في صحيح البخاري معلق وليس بمسند، لكنه أُسْنِدَ في خارج الصحيح بالسَّند الصحيح، فهو ثابت عن أنس.
لكن ليس له علاقة بالموضوع الذي تبنيناه، اتباعاً لما كان عليه السلف من الناحية العملية، ثم اتباعاً لأكثر الأئمة الأربعة، الذين نَصُّوا على أنه لا تُشرع تكرار الجماعة في المسجد الواحد.
لكننا نقول تبعاً لهم -أيضاً-: هذا المسجد الذي لا تُشْرَع فيه تكرار الجماعة، ليس كل مسجد، وإنما له مواصفات، المسجد الذي لا تشرع فيه تكرار الجماعة هو مسجد له إمام راتب، وله مؤذن راتب.
هذا المسجد إذا دخل إليه جماعة ووجدوا الإمام قد صلى يصلون فرادى كما قال الإمام الشافعي في «كتاب الأم».
إذا عرفنا هذين الشرطين اللذين فحواهما: أنه ليس كل مسجد تُكْره فيه صلاة الجماعة الثانية، وإنما مسجد بهذين الشرطين.
ورجعنا إلى أثر أنس بن مالك، ليس في هذا الأثر أن هذا المسجد كان له إمام راتب، ومؤذن راتب، وحينئذٍ: فليس له علاقة بالموضوع إطلاقاً.
لأننا لا نقول نحن بكراهة تكرار الجماعة في كل مسجد، وإنما في مسجد تَوفَّر