المعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان يصلي الفطر والأضحى في المصلى، ولم يكن ثمة منبر يرقى عليه، ولا كان يخرج منبره، من المسجد إليه، وإنما كان يخطبهم قائماً على الأرض، كما ثبت في «الصحيحين» وغيرهما من حديث جابر، وأول من أخرج المنبر إلى المصلى مروان بن الحكم، فأنكر عليه أبو سعيد الخدري كما في «الصحيحين» عنه قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفطر ويوم الأضحى بالمصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس .... فلم يزل الناس على ذلك، حتى خرجت مع مروان، وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر، فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت، فإذا مروان فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي، فجذبت بثوبه ... » الحديث انظر «فتح الباري»«٢/ ٣٥٩». وأما الحديث الذي رواه المطلب بن عبد الله بن حنطب عن جابر قال:«شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأضحى بالمصلى، فلما صلى وقضى خطبته نزل عن منبره، فأتى بكبش فذبحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال: بسم الله، والله أكبر، هذا عني، وعمن لم يضح من أمتي». أخرجه أبو داود «٢/ ٥» والدارقطني «٥٤٤» وأحمد «٣/ ٣٦٢». قلت: فهذا معلول بالانقطاع بين المطلب وجابر، فقد قال أبو حاتم:«المطلب لم يسمع من جابر ولم يدرك أحدا من الصحابة إلا سهل بن سعد ومن في طبقته». وقال مرة:«يشبه أنه أدركه» يعني جابرا. فإن صح هذا فعلته عنعنة المطلب، فإنه مدلس قال الحافظ:«صدوق كثير التدليس والإرسال».
قلت: فمثله لا يحتج به لاسيما والحديث في الصحيحين من طريق أخرى عن جابر وليس فيه ذكر المنبر كما تقدم.
السلسلة الضعيفة (٢/ ٣٧٩ - ٣٨٠).
[خطبة العيد لا تكون على منبر وبيان ضعف الأحاديث التي تخالف ذلك]
«كان إذا قام يخطب أخذ عصا فتوكأ عليها وهو على المنبر». لا أصل له بهذه الزيادة و «وهو على المنبر». فيما أعلم.