للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مواظبته - صلى الله عليه وسلم - على صلاة العيد في المصلى والأحاديث في ذلك]

ذكر غير واحد من الحفاظ المحققين «أن هديه - صلى الله عليه وسلم - في صلاة العيدين كان فعلهما في المصلى دائما» (١).

ويؤيد هذا الأحاديث الكثيرة التي وردت في ذلك في الصحيحين والسنن والمسانيد وغيرها من طرق كثيرة جدا فلا بد من ذكر شيء منها في هذه العجالة حتى يتبين القارئ الكريم صواب ما ذكرته فأقول:

الحديث الأول: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى (٢) , فأول شيء يبدأ به الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه (٣) أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك ... ». رواه البخاري «٢/ ٢٥٩ - ٢٦٠» ومسلم «٣/ ٢٠» والنسائي «١/ ٢٣٤» والمحاملي في «كتاب العيدين» «ج ٢ رقم ٨٦ من نسختي بخطي» وأبو نعيم في «مستخرجه» «٢/ ١٠ / ٢» والبيهقي في سننه «٣/ ٢٨٠».

الحديث الثاني: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «كان - صلى الله عليه وسلم - يغدو إلى المصلى في يوم العيد والعنزة (٤) تحمل بين يديه فإذا بلغ المصلى نصبت بين يديه


(١) انظر "زاد المعاد" "١/ ١٧٢" و "فتح الباري" "٢/ ٣٦١" وسيأتي كلامه في ذلك قريبا. و "مختصر زاد المعاد" للشيخ محمد بن عبد الوهاب صفحة ٤٤ تحقيق زهير الشاويش طبع المكتب الإسلامي. [منه].
(٢) قال الحافظ: "هو موضع بالمدينة معروف بينه وبين باب المسجد ألف ذراع" وقال ابن القيم: "وهو المصلى الذي يوضع فيه محمل الحاج" قلت: ويبد وأنه كان إلى الجهة الشرقية من المسجد النبوي قريبا من مقبرة البقيع كما يستفاد من الحديث الثالث الآتي. [منه].
(٣) أي يخرج طائفة من الجيش إلى جهة من الجهات. "فتح" قلت: وفيه إشارة قوية إلى أن خطبة العيد ليست محصورة في الوعظ والإرشاد فقط بل انهما تشمل التذكير والتوجيه إلى كل ما فيه تحقيق مصالح الأمة. [منه].
(٤) في "النهاية": "العنزة مثل نصف الرمح وأكبر شيئا وفيها سنان مثل سنان الرمح والعكازة قريب منها". [منه].

<<  <  ج: ص:  >  >>