للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخالفهم في ذلك كافة أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، ورأوا أن هذا الحديث كان محكماً في ابتداء الإسلام، ثم نُسخ، ولم يبلغ ابنَ مسعود نسخُه، وعرف ذلك أهل المدينة؛ فرووه، وعملوا به.

وقال بعض أهل العلم: في ذلك دلالة على أن أهل المدينة أعلم بالناسخ والمنسوخ ممن فارقها، وسكن غيرها من البلاد». اهـ.

قلت: وكما خفي على ابن مسعود رضي الله عنه سنية وضع اليدين على الركبتين، خفيت عليه أيضاً سنية رفع اليدين في غير تكبيرة الإحرام -كما سبق بيانه-.

أما كيف يخفى عليه ذلك، وهو من قدماء الصحابة الملازمين للرسول - صلى الله عليه وسلم - سفراً وحضراً؟ ! فمن عجائب الأمور التي لا نجد لها تعليلاً إلا مجرد كونه بشراً يسهو وينسى.

والله تعالى أعلم بوقائع الأمور.

قال الترمذي - بعد أن ساق حديث عمر رضي الله عنه -: «والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتابعين ومن بعدهم، لا اختلاف بينهم في ذلك، إلا ما روي عن ابن مسعود وبعض أصحابه أنهم كانوا يطبقون». اهـ.

[أصل صفة الصلاة (٢/ ٦٢٦)]

[تمكين اليدين من الركبتين في الركوع]

وكان يُمكّن يديه من ركبتيه [كأنه قابضٌ عليهما].

[أصل صفة الصلاة (٢/ ٦٣١)]

<<  <  ج: ص:  >  >>