«كان إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على نشز، فإذا قال: قد غابت الشمس أفطر».
[ترجم له الإمام بقوله: مراقبة غروب الشمس لتعجيل الإفطار. ثم قال]:
قوله:«نشز» أي: مرتفع من الأرض.
قلت: وفي الحديث اهتمامه - صلى الله عليه وسلم - بالتعجيل بالإفطار بعد أن يتأكد - صلى الله عليه وسلم - من غروب الشمس، فيأمر من يعلو مكانا مرتفعا، فيخبره بغروب الشمس ليفطر - صلى الله عليه وسلم -، وما ذلك منه إلا تحقيقا منه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر». متفق عليه، وهو مخرج في «الإرواء»«٩١٧».
وإن من المؤسف حقا أننا نرى الناس اليوم، قد خالفوا السنة، فإن الكثيرين منهم يرون غروب الشمس بأعينهم، ومع ذلك لا يفطرون حتى يسمعوا أذان البلد، جاهلين: أولا: أنه لا يؤذن فيه على رؤية الغروب، وإنما على التوقيت الفلكي. وثانيا: أن البلد الواحد قد يختلف الغروب فيه من موضع إلى آخر بسبب الجبال والوديان، فرأينا ناسا لا يفطرون وقد رأوا الغروب! وآخرين يفطرون والشمس بادية لم تغرب لأنهم سمعوا الأذان! والله المستعان!
السلسلة الصحيحة (٥/ ١١٨).
[سنية الإفطار على الرطب وترك الناس لهذه السنة]
عن أنس مرفوعًا:«كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم يكن رطبات فعلى تمرات فإن لم يكن حسا حسوات من ماء».
[قال الإمام]: والغرض من ذكري للحديث مع الإيجاز في التخريج إنما هو التذكير بهذه السنة التي أهملها أكثر الصائمين، وبخاصة في الدعوات العامة التي يهيأ فيها ما لذ وطاب من الطعام والشراب، أما الرطب أو التمر على الأقل فليس له