الشيخ: هو في أطراف الصف طبعاً؛ لأن خلف الإمام هناك حديث صحيح قال - صلى الله عليه وسلم -: «ليليني منكم ألوا الأحلام والنهى» وقد طبق هذا الحديث مرة أبي بن كعب رضي الله عنه كما في سنن النسائي دخل المسجد فوجد غلاماً خلف الإمام فأخذه وأخره وأنزل نفسه مكانه، وقد لاحظ أنه أصابه شيء من الاضطراب أنه كيف هذا الصحابي الجليل يحل في مكان هذا الإنسان، بعد الصلاة قال له أُبي مؤانساً له: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:«ليليني منكم ألوا الأحلام والنهى» أي: فلا يلقى في نفسك شيء من الكراهة؛ لأني إنما فعلت هذا ليس تنقيصاً لك وإنما تنفيذ مني لهذا الأمر النبوي الكريم:«ليليني منكم ألوا الأحلام والنهى» فالذين يقفون وراء الصف حتى ولو كانوا من الرجالات الكبار لا ينبغي أن يحتلوا هذا المكان خلف الإمام إذا كانوا من أهل العلم والفضل، فقد يعرض لهذا الإمام شيء سيتلزم أن نقدم رجلاً ينوب منابه، فإذا كان الذي قام خلفه من عامة المسلمين قد لا يعرف يتقن قراءة الفاتحة، فهذا المكان لا ينبغي أن يحتله إلا ألوا الأحلام والنهى كما في هذا الحديث الصحيح.
(رحلة النور: ٢٤ ب/٠٠: ٠٧: ٠٣)
[إذا تعدت المرأة في الصلاة فوقفت بجانب الرجل هل تفسد صلاته؟]
[روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال]: «أخروهن من حيث أخرهن الله. يعني النساء». لا أصل له مرفوعا. وقد أشار إلى ذلك الحافظ الزيلعي في «نصب الراية»«٢/ ٣٦» بقوله: حديث غريب مرفوعا. وهو في «مصنف عبد الرزاق»«١» موقوف على ابن مسعود فقال: أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن ابن مسعود قال: كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون جميعا، فكانت المرأة «لها الخليل» تلبس القالبين فتقوم عليهما، تقول بهما لخليلها، فألقي