والسنة أن يقول تارة:«أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه، ونفثه» و «النفث» هنا الشعر المذموم.
وقال في أصل الصفة:
ثم كان - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله تعالى؛ فيقول:«أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ من هَمْزِه، ونَفْخِه، ونَفْثِه».
قوله:«الشيطان»: اسم لكل متمرد عاتٍ: سُمّي شيطاناً لِشُطونِه عن الخير؛ أي: تباعده. وقيل: لشيطه؛ أي: هلاكه واحتراقه. فعلى الأول النون أصلية، وعلى الثاني زائدة. و «الرجيم»: المطرود والمبعد. وقيل: المرجوم بالشهب. كذا في «المجموع»«٣/ ٣٢٣».
وأما قوله:«همزه»: ففسره بعض الرواة - كما سبق - بالمُوْتَةِ؛ وهو - بالضم، وفتح التاء -: نوع من الجنون والصرع يعتري الإنسان، فإذا فاق؛ عاد إليه كمالُ عقله؛ كالنائم والسكران.
قاله الطيبي.
وقال أبو عبيدة:«الجنون سماه همزاً؛ لأنه يحصل من الهمز والنخس، وكل شيء دفعته فقد همزته».
وقوله:«ونفخه»: فسره الراوي بالكبر.
قال الطيبي:«النفخ: كناية عن الكبر؛ كأن الشيطان ينفخ فيه بالوسوسة فيعظمه في عينه، ويحقر الناس عنده».