«تسلّبي ثلاثاً، ثم اصنعي ما شئتِ. قاله لأسماء بنت عُميسٍ لما أصيب زوجُها جعفرُ بن أبي طالب».
ترجمه الإمام بقوله: معتدة الوفاة تُحدُّ بالسواد ثلاثًا فقط.
ثم قال:
أخرجه ابن حبان في «صحيحه»«٧٤٥ - موارد»، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»«٢/ ٤٤»، وأحمد «٦/ ٤٣٨»، وابن سعد «٨/ ٢٨٢»، وابن جرير الطبري في «التفسير»«٢/ ٣١٨»، والطبراني في «المعجم الكبير»«٢٤/ ١٣٩/ ٣٦٩»، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان»«١/ ١٨٧»، والبيهقي في «السنن»«٧/ ٤٣٨»، و «معرفة الآثار»«٦/ ٦١/٤٦٧٦» من طرق كثيرة عن محمد بن طلحة بن مُصرِّف عن الحكم بن عُتيبة عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أسماء بنت عُميس أنها قالت: لما أصيب جعفر بن أبي طالب؛ أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ... فذكره. قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد أعله البيهقي بالانقطاع بين عبد الله بن شداد وأسماء، وبمحمد بن طلحة! أما الانقطاع؛ فدعوى باطلة؛ فإن عبد الله من كبار التابعين الثقات، ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأسماء خالته، ولم يُرم بتدليس. وأما محمد بن طلحة؛ فهو من رجال الشيخين، وفيه كلام يسير لا يسقط به.
حديثه، ولذلك جزم الذهبي في «المغني» بأنه ثقة. وقال الحافظ:«صدوق له أوهام». ولذلك قوى إسناده في «الفتح»«٩/ ٤٨٧»، وذكر عن أحمد أنه صححه. وقد رد ابن التركماني على البيهقي إعلاله بما تقدم رداً قوياً، فراجعه. ومعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: «تسلَّبي» - كما قال ابن الأثير-: «أي: البسي ثوب الحداد، وهو «السِّلاب»، والجمع «سُلُب»، وتسلبت المرأة: إذا لبسته. وقيل: هو ثوب أسود