للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخرج فلم نزل فيه حتى أصبحنا ثم دخلنا فقلنا يا رسول الله اجتمعنا البارحة في المسجد ورجونا أن تصلي بنا فقال: إني خشيت أن يكتب عليكم. رواه ابن نصر والطبراني، وسنده حسن بما قبله، وأشار الحافظ في الفتح وفي التلخيص إلى تقويته، وعزاه لابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما.

[صلاة التراويح ص ١٨]

[حديث العشرين ضعيف جدا لا يجوز العمل به]

ثم قال في الفتح «٤/ ٢٠٥ - ٢٠٦» تحت شرح الحديث الأول: وأما ما رواه ابن شيبة من حديث ابن عباس: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر» فإسناده ضعيف وقد عارضه حديث عائشة هذا الذي في الصحيحين مع كونها أعلم بحال النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلا من غيرها. وسبقه إلى هذا المعنى الحافظ الزيلعي في نصب الراية.

قلت: وحديث ابن عباس هذا ضعيف جدا كما قال السيوطي في «الحاوي للفتاوي» ٢/ ٧٣ وعلته أن فيه أبا شيبة إبراهيم بن عثمان قال الحافظ في التقريب: «متروك الحديث».

وأنه يروي الموضوعات كحديث ما هلكت أمة إلا في آذار ولا تقوم الساعة الا في آذار وأن حديثه هذا الذي في التراويح من جملة مناكيره. وقد صرح السبكي بأن شرط العمل بالحديث الضعيف أن لا يشتد ضعفه.

قال الذهبي ومن يكذبه مثل شعبة فلا يلتفت إلى حديثه. قلت: وفيما نقله عن السبكي إشارة لطيفة من الهيتمي إلى أنه لا يرى العمل بالعشرين فتأمل. ثم قال السيوطي بعد أن ذكر حديث جابر من رواية ابن حبان: فالحاصل أن العشرين ركعة لم تثبت من فعله - صلى الله عليه وسلم -، وما في صحيح ابن حبان غاية فيما ذهبنا إليه من تمسكنا بما في البخاري عن عائشة إنه كان لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة، ومما

<<  <  ج: ص:  >  >>