للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في حالة الحضر والناس من حولهم كما ذكرت مفطرون، وناس آخرون على العكس من ذلك: لا يهمهم أن يصوموا في حالة الإقامة والاستراحة والناس من حولهم مفطرون بل يصعب عليهم أن يصوموا في حالة السفر لذلك جاء الحديث صحيحًا صريحًا في صحيح مسلم حينما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك الصحابي، لعل اسمه: عمرو بن حمزة الأسلمي، سأله إنه كثير الأسفار، فهل يصوم أم يفطر، فكان جوابه عليه الصلاة والسلام: «إن شئت فصم وإن شئت فأفطر» وهذا هو الأصل في هذا الموضوع، فكل مكلف يختار ما هو الأيسر له كما ذكرت آنفًا.

إلا أنه ينبغي أن يلاحظ بأن المسافر إذا آثر الصيام فلا يجوز له أن يصوم إذا عرض نفسه للمشقة، وعلى هذه الحالة يحمل قوله عليه الصلاة والسلام: «ليس من البر الصيام في السفر» أي: الصيام الذي يعرض الصائم لشيء من المشقة فهو ليس من البر في شيء، وعلى ذلك جاء قوله عليه الصلاة والسلام حينما كان مسافرًا فأرى ناسًا قد ظللوا على صاحب لهم كأنه أغمي عليه بسبب صيامه، وكان اليوم يومًا حارًا، فقال عليه الصلاة والسلام: «أولئك هم العصاة» أي: الذين يصومون في السفر ويعرضون أنفسهم لمثل هذه المشقة فهو عصيان للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا كان صيام المسافر لا يعرضه بشيء من هذه المشقة فالأمر على ما ذكرته آنفًا: إن شاء صام وإن شاء أفطر.

(فتاوى جدة (٢٦ ب) /٠٠: ٢٩: ٠٠)

[رجل أفطر بعذر السفر ثم عاد إلى بيته فوجد زوجه تغتسل للحيض فهل له أن يجامعها؟]

مداخلة: يسأل سائل فيقول: رجل دخل بيته قادمًا من السفر في يوم رمضان فوجد زوجته تغتسل من الحيض، فهل يصح أن يجامعها علمًا بأنه فاطر وطبعًا هي فاطر.

الشيخ: هي فاطر بمعنى طهرت ...

<<  <  ج: ص:  >  >>