فجعل - صلى الله عليه وسلم - اختلاف الظواهر سبباً لاختلاف البواطن والقلوب، وعلى هذا النوع من اللباس يُنَزَّل حديث ابن عمرو المذكور سابقاً، ومثله قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من تشبه بقوم؛ فهو منهم».
أخرجه أبو داود «٢/ ١٧٢ - ١٧٣»، وأحمد «٢/ ٥٠» من طريق عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان: ثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجُرَشي عن ابن عمر مرفوعاً به.
وهذا إسناد حسن - كما قال الحافظ في «الفتح»«١٠/ ٢٢٢» -، وصححه شيخه العراقي في «تخريج الإحياء»«١/ ٢٤٢»، وسبقه إلى ذلك ابن حبان - كما في «بلوغ المرام»«٤/ ٢٣٩ - سبل السلام» -.
قلت: وقد أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار»«١/ ٨٨» من طريق الوليد بن مسلم: ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية به.
وهذا سند صحيح إذا كان الأوزاعي سمعه من حسان؛ فإن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية؛ لا سيما عن الأوزاعي.
وفي الباب أحاديث أخرى كثيرة في النهي عن التشبه بالكفار، ليس هذا موضع روايتها؛ فليراجع لذلك كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم» لشيخ الإسلام ابن تيمية، فإنه خير كتاب وقفنا عليه في هذا الموضوع.
[أصل صفة الصلاة (١/ ١٤٩)]
الصلاة في بُرد متوشِّحًا وفي ثوب واحد مخالفًا بين طرفيه
وكان أحياناً يصلي في بُرْدٍ له حضرميٍّ متَوَشِّحَه، ليس عليه غيره.
وفي ثوب واحد؛ مخالفاً بين طرفيه، يجعلهما على منكبيه.