للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبت أن تؤكد للناس أنك مفطر ولو كان يوم فضيلة في الأصل، اتفق عاشوراء مع السبت، عرفة مع السبت، يوم من أيام البيض مع السبت إلى آخره، فأنت تدع صيام هذا اليوم وقوفًا مع نهي الرسول عليه السلام عنه، فهل نتصور من قدم الحاظر على المبيح أنه خسر؟ تفكروا في المثال الأول: يوم الإثنين يوم عيد فهل نصومه؟ لا. هل خسر؟ الجواب: لا، لمَ؟ احفظوا هذا الحديث من كان منكم لا يحفظه وليتذكره من كان يحفظه ألا وهو قوله عليه السلام «من ترك شيئا لله عوضه الله خيرًا منه» الذي ترك صيام يوم الإثنين لموافقته يوم عيد وامشوا بالأمثلة ما شئتم هل هو خسر أم ربح؟ الجواب ربح، لماذا؟ لأنه كان ناويًا أن يصوم هذا اليوم لولا أنه جاء النهي عن صيام هذا اليوم فقُدِّمَ النهي على المبيح، فإذن يصدُقُ على كل من ترك صيام يوم له فضيلة خاصة لأنه اتفق أنه كان يوم السبت فحينئذ يصدُق عليه قوله عليه السلام: «من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه». فنسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علمًا وأن يلهمنا العمل بما علمنا إنه سميع مجيب وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

(فتاوى جدة-موقع أهل الحديث والأثر- ١٦)

[حرمة صيام السبت في غير الفرض]

عَن عبد الله بن بسر عَن أُخْته الصماء رَضِي الله عَنْهُم أَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لَا تَصُومُوا لَيْلَة السبت إِلَّا فِيمَا افْترض عَلَيْكُم فَإِن لم يجد أحدكُم إِلَّا لحاء عنبة أَو عود شَجَرَة فليمضغه.

رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالنَّسَائِيّ وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ هَذَا حَدِيث مَنْسُوخ ...

قال الألباني: قلت: لا دليل على النسخ، ونحوه حمل الحديث على إفراد السبت بالصوم كما يأتي .. ، فإنه وإن قال به كثير من العلماء كما كنت ذكرت في الطبعة السابقة، وجريت مجراهم فقد ظهر لي أن الأقرب أنه لا يشرع صيامه مطلقاً إلا في

<<  <  ج: ص:  >  >>