عن مسروق وعمرو بن عتبة أنهما كتبا إلى سبيعة بنت الحارث يسألانها عن أمرها؟ فكتبت إليهما: أنها وضعت بعد وفاة زوجها بخمسة وعشرين [ليلة] فتهيأت تطلب الخير، فمر بها أبو السنابل بن بعكك، فقال: قد أسرعت، اعتدي آخر الأجلين، أربعة أشهر وعشرا، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله! استغفر لي. قال: وفيم ذاك؟ فأخبرته [الخبر]، فقال:«إن وجدت رجلا صالحا فتزوجي.
[قال الإمام]:
وفي الحديث فوائد فقهية أخرى ساق الحافظ الكثير الطيب منها كقوله: «وفيه جواز تجمل المرأة بعد انقضاء عدتها لمن يخطبها، لأن في رواية الزهري عند البخاري: فقال: مالي أراك تجملت للخطاب، وفي رواية ابن إسحاق: فتهيأت للنكاح واختضبت. وفي رواية معمر عن الزهري: وقد اكتحلت، وفي رواية الأسود: فتطيبت وتصنعت». قلت: فما رأي المتحمسين للقول بأن المرأة كلها عورة دون استثناء في هذا الحديث الصحيح، وما ذكره الحافظ من الفائدة؟ ! لعلهم يقولون - كما هي عادتهم في مثل هذا النص الصريح -: كان ذلك قبل نزول آية الحجاب! فنجيبهم: رويدكم! فقد كان ذلك بحجة الوداع كما في «الصحيحين»{فَهَلْ مِن مُّدَّكِر} انظر كتابي «جلباب المرأة المسلمة»«ص ٦٩ - الطبعة الجديدة».
(السلسلة الصحيحة (٦/ ١/ ٤٩٤).
[هل يجوز للمعتدة الخروج من البيت؟]
المتصلة: العادة المرأة كم تعتد كم شهر؟
الشيخ: أربعة أشهر وعشرة أيام.
المتصلة: هل يجوز لها في هذه الفترة الخروج، وما الحِكْمة من هذا لو سمحت؟