[الحكم إذا أحس الصائم بطعم دم في حلقه في نهار رمضان، وهل القيء مفطر؟]
السؤال الأول: إذا أحس الصائم بطعم دَمٍ في حلقه في نهار رمضان ولكن لا يدري المكان ولا يقدر على مَنْعه أي: هذا الدم فهل صيامه صحيح؟
الشيخ: كأن السائل يعني أنه بلع الدم الذي خرج من فمه أو من لثته.
والجواب: أن القاعدة فيما يُفَطِّر من حيث المأكل والمشرب إنما هو ما دخل إلى الجوف من الخارج، وهذا لا يَصْدُق عليه أنه دخل إلى فمه، وبالتالي إلى جوفه شيء من الخارج فلا يفطر، ولكن من باب التَّنَزُّه عليه أن يَلْفظ هذا الدم الذي خرج من جانب من جوانب فمه، أن يلفظه وألاَّ يَبْلعْه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
ولا بد لي بمناسبة ما جاء في طَيِّ هذا السؤال أنه لم يستطع فأنا أقول: ذلك مستطاع له ولأمثاله، إلا أن الأمر يعود إلى العادات والتقاليد التي جرينا عليها وقسم منها يتعلق بما يسمى اليوم بالحضارة أو بالمدنية، أُمَهِّد بهذا الكلام إلى أن بعض السلف ومنهم أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- كان إذا قام يصلي وغلبه بُصَاق بَصَق في ثوبه، وهذا هو المخرج لكننا اليوم لا نفعل هذا، لماذا؟ لأننا نزعم أننا متمدنون، وأن هذه قذارة، لكن القذارة الأكبر هو أن يبتلع الإنسان وأن يدخل جوفه ما يتقذر منه فهذه قذارة أكبر، لكنها العادة، ولكنها التربية التي يتربى الجيل الحاضر اليوم على ما يمكن أن نسميه بلفظة أعجمية: على الأنتكة الغربية، يعني: على الدِّلال الذي لا وجه له ولا طعم له في الشريعة الإسلامية.
فالمسلم المتفقه في دينه دائماً إذا ما وقع بين شرين ولا بد له من أحدهما يختار أَقَلّهما شراً، فأقلهما شراً يمد يده ويخرج ورقة .. ويبصق في طرف منها، ثم بعد قليل يَفْرِكها فركاً كما كان يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - في النطفة في المني، فقد كان عليه السلام إذا رأى مَنِيَّه في ثوبه إن كان رطباً كشطه كشطاً، وإن كان يابساً فَرَكه فركاً، وإذا بالثوب