والتكبير، التسبيح إذا هبطوا وادياً، والتكبير إذا عَلوا شرفاً، يُلْفِت نظرَهم إلى أن الأصل هو عدم الرفع، ويقول:«ارفقوا بأنفسكم، اربعوا بأنفسكم، إن من تدعون ليس بأصمّ ولا غائب» .. إلى آخر الحديث، فهل يُطَبَّق هذا الأصل في ذاك الفرع، وهو التلبية جهراً والتهليل جهراً في الحج والعمرة؟
الجواب: لا، هذا هو مقتضى الاتِّباع الخالص السليم من كل شوائب الشرك في الرسالة، تماماً كما نصلي الصلوات الخمس بعضها جهرًا وبعضها سرًا وجهرًا، أو جهرًا وسرًا، لأن الله تعالى يقول:{وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء: ٦٥].
هكذا علمنا، وهكذا وصلنا، فما علينا إلا الاتباع، ولذلك قيل:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
(الهدى والنور /٦١٨/ ٠٩: ٠٨: ٠٠)
حكم التكبير المُقَيَّد بعد الصلوات، وهل يُقَدمه الإنسان على الأذكار المشروعة أم يبدأ بالأذكار أولاً؟
السائل: حكم التكبير المُقَيَّد بعد الصلوات، وهل يُقَدمه الإنسان على الأذكار المشروعة أم يبدأ بالأذكار أولاً؟
الشيخ: ليس -فيما نعلم- التكبير المعتاد دبر الصلوات في أيام العيد ليس له وقت محدود في السنة، وإنما التكبير هو من شعار هذه الأيام «بل أعتقد أن تقييدها بدبر الصلوات أمر حادث لم يكن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -»، فلذلك يكون الجواب البدهي: أن تقديم الأذكار المعروفة دُبُر الصلوات هو السّنة، أما التكبير فيجوز له في كل وقت.