للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين ضلال المتمسكين به ضلالا بعيدا في كتابه السابق مسألة السماع ونحوه في إغاثة اللهفان وأنشأ فيهم قصائد من الشعر وصفهم فيها وصفا دقيقا صادقا منها قصيدة في ثلاثين ومائة بيت في الإغاثة جاء فيها ١/ ٢٣٢:

تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا ... بظواهر الجهال والضلال

جعلوا المرا فتحا وألفاظ الخنا ... شطحا وصالوا صولة الإدلال

نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم ... نبذ المسافر فضلة الأكال

جعلوا السماع مطية لهواهم ... وغلوا فقالوا فيه كل محال

هو طاعة هو قربة هو سنة ... صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال

شيخ قديم صادهم بتحيل ... حتى أجابوا دعوة المحتال

هجروا له القرآن والأخبار وال ... آثار إذ شهدت لهم بضلال

ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى ... من أوجه سبع لهم بنوال

تالله ما ظفر العدو بمثلها ... من مثلهم واخيبة الآمال

[تحريم آلات الطرب ص (١٥٨)]

[كلمة في الأناشيد الإسلامية]

هذا وقد بقي عندي كلمة أخيرة أختم بها هذه الرسالة النافعة إن شاء الله تعالى وهي حول ما يسمونه بالأناشيد الإسلامية أو الدينية فأقول: قد تبين من الفصل السابع ما يجوز التغني به من الشعر وما لا يجوز، كما تبين مما قبله تحريم آلات الطرب كلها إلا الدف في العيد والعرس للنساء، ومن هذا الفصل الأخير أنه لا يجوز التقرب إلى الله إلا بما شرع الله فكيف يجوز التقرب إليه بما حرم؟ وأنه من أجل ذلك حرم العلماء الغناء الصوفي واشتد إنكارهم على مستحليه، فإذا استحضر القارئ في باله هذه الأصول القوية تبين له بكل وضوح أنه لا فرق من حيث الحكم

<<  <  ج: ص:  >  >>