للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصلي وراء ذاك الإمام، فإذا صلى هو لوحده أو صلى بالناس إمامًا جاء بالسنن التي يراها سنة ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

(فتاوى جدة-موقع أهل الحديث والأثر- ٢٦)

متابعة الإمام وكيفية القعود مع الإمام إذا صلى قاعداً

الشيخ: في أغلب الأحيان في مرضتي الأخيرة، لا أستطيع أن أتابع الصلاة من قيام والآن سأبتدئ الصلاة قياماً فإذا رأيتموني قمت إلى الركعة الثانية قمتم معي، وإذا رأيتموني لم أستطع القيام وتابعت الصلاة قعوداً فواجبكم كما تعلمون الاقتداء بالإمام، لقوله عليه الصلاة والسلام: «إنما جُعِلَ الإمام ليؤتم به، فإذا كَبَّر فَكَبِّروا، وإذا ركع فاركعوا وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا ربنا ولك الحمد، فإذا سجد فا سجدوا، وإذا صلى قائماً، فصلوا قياماً، وإذا صلى قاعداً فَصَلُّوا قعوداً أجمعين».

الآن إذاً: عليكم متابعة الإمام من قعود أو قيام مصداق قوله عليه الصلاة والسلام: «إنما جُعل الإمام ليؤتم به» وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.

قد يرد سؤال، إن اضطررتم للقعود معي فكيف يكون قعودكم معي، يكون القعود على ما يتيسر لأحدكم، إما أن يقعد مثلما يقعد في التشهد، وإما أن يقعد قعدةً أخرى يستريح بها.

وإيَّاكم أن تفعلوا كما فعل قوم معاذ بمعاذ، حينما أمَّهم ذات يوم فصلى بهم جالساً ومد رِجله إلى القبلة أو رجليه وهذا الذي أفعله حينما أضطر للصلاة قائماً، وما شعر إلا والجماعة مِن خلفه كُلّهم مَدُّوا أرجلهم إلى القبلة بعد الصلاة قال لهم: لِمَ فعلتم هكذا؟ قالوا: رأيناك فعلت ففعلنا، قال: أنا فعلت هذا لمرض.

فيه تنبيه أن قوله عليه الصلاة والسلام: «إنما جُعِلَ الإمام ليُؤْتَمَّ به» إنما هي في الأعمال التي هي من شأن الصلاة، أما مَدّ الرجل هكذا، فليست من عبادات

<<  <  ج: ص:  >  >>