عَلِمَ أن من ورائه الكبيرَ، والضعيفَ، وذا الحاجة؛ فالذي فعله هو التخفيف الذي أَمَر به؛ فإنه كان يمكن أن تكون صلاته أطول من ذلك بأضعاف مضاعفة؛ فهي خفيفة بالنسبة إلى أطولَ منها، وهديه الذي كان واظب عليه هو الحاكمُ على كل ما تنازع فيه المتنازعون.
ويدل عليه ما رواه النسائي وغيره عن ابن عمر رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بالتخفيف، وَيؤُمُّنَا بـ:«الصَّافَّاتِ».
فالقراءة بـ:«الصَّافَّاتِ» من التخفيف الذي كان يأمر به.
قلت: وحديث ابن عمر هذا إسناده حسن، وقد سبق الكلام عليه في «القراءة في الفجر».
وفي الحديث فوائد أخرى ذكرها النووي في «شرح مسلم»، والحافظ في «الفتح». فليراجعها من شاء.
[أصل صفة الصلاة (٢/ ٤٩٥)]
[القراءة في المغرب والعشاء ليلة الجمعة]
ضعف ما جاء في قراءة سورة «الكافرون» والإخلاص في صلاة المغرب، وسورتي «الجمعة» و «المنافقين» في صلاة العشاء ليلة الجمعة
-كان يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة «قل يا أيها الكافرون»، و «قل هو الله أحد»، ويقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة «الجمعة»، و «المنافقين». ضعيف جدا.
أخرجه ابن حبان «٥٥٢» والبيهقي «٢/ ٣٩١» الشطر الأول منه من طريق سعيد بن سماك بن حرب: حدثني أبي سماك بن حرب - قال: ولا أعلم إلا - عن جابر بن سمرة قال: فذكره. وأخرجه أيضا في كتابه «الثقات»«٢/ ١٠٤» في ترجمة سعيد هذا، وقال:«والمحفوظ عن سماك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره».