تلك هي المساجد الأربعة [الحرام، النبوي، الأقصى، قباء] التي جاء النص بتفضيلها على غيرها من المساجد، فأما هذه فإنها سواء في الفضل وإن كان الأقدم منها أفضل لكونها أبعد عن أن تكون بنيت للإضرار والفخر والمباهاة كما سبقت الإشارة إلى ذلك. وأما ما نقله ابن عابدين في «الحاشية»«١/ ١٤» عن كتاب «أخبار الدول» بالسند إلى سفيان الثوري أن:
«الصلاة في مسجد دمشق بثلاثين ألف صلاة».
فهو مع كونه موقوفا على سفيان الثوري فإنه لا يصح عنه وهو منكر.
ثم إن سفيان الثوري رحمه الله هو ممن روى حديث أبي هريرة المتقدم رقم «٦» بلفظ:
«صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد ... ».
فيبعد أن يصح عنه من قوله ما يخالف ما رواه هو نفسه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيغلب على الظن أن هذه الرواية مدسوسة عليه لمخالفتها للأحاديث الصحيحة.
نعم روي عن أنس مرفوعا بلفظ:
«صلاة الرجل في بيته بصلاة وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة، وصلاته في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة، وصلاته في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة، وصلاته في مسجدي بخمسين ألف صلاة، وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة».
أخرجه ابن ماجه «١/ ٤٣١ - ٤٣٢» من طريق أبي الخطاب الدمشقي: ثنا زريق أبو عبد الله الألهاني عنه. قال في «الزوائد»: