هي وجاراتها من البنات، فقد جاء في أكثر من حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسرب بنات جيران عائشة إليها ليلعبوا معها بلعب البنات، ومرة دخل - صلى الله عليه وسلم - عليها فوجد بين لعبها فرسًا .. صورة فرس له جناحان، فقال عليه الصلاة والسلام: يا عائشة فرس له جناحان؟ ! قالت: يا رسول الله ألم يبلغك أن خيل سليمان كانت لها أجنحة، فضحك عليه الصلاة والسلام، أخذنا من هذا الحديث رخصة في لعب البنات وأنها هذه الرخصة مستثناة من عموم تلك الأحاديث سواء ما كان منها شاملًا لكل مصور، أو ما كان منها شاملًا لكل صورة تمنع من دخول الملائكة، فإذا كان هذا معروفًا وثابتًا في الصحيحين وقد كنت فصلت القول في هذه المسألة بعض التفصيل في كتابي: آداب الزفاف في السنة المطهرة محذرًا من اقتناء الصور بمناسبة الزواج في العصر الحاضر، ثم تعرضت للعب السيدة عائشة فقلت: إنها مستثناة من تلك الأدلة العامة.
إذا كان هذا واردًا في السنة الصحيحة فيمكن الاستفادة من هذا الاستثناء في نشر الصور التي لا بد منها وتكون هناك حاجة ملحة لعرضها، أما هذا التوسع الذي عم وطم البلاد حتى المجلات العلمية الإسلامية المحضة تذكر هناك صور لأدنى مناسبة، صورة مثلًا كاتب المقال .. صورة من سئل وأجاب، لماذا هذه الصورة؟ ما هي الضرورة علمًا بأن مثل هذه الصور قد تبطل أعمال المصوَّرين فضلًا عن أعمال المصوِّرِين.
(فتاوى جدة - ١/ ٠٠: ٣٦: ٤١)
[حكم التفريق بين التصوير الفوتوغرافي واليدوي]
هذا السؤال الحقيقة هو أيضًا من بلاء هذا العصر الحاضر، يقول السائل: إن بعضهم يقول: إن التصوير الفوتوغرافي ليست فيه تلك العلة التي جاءت التنصيص عليها في بعض الأحاديث الصحيحة ألا وهي المضاهاة لخلق الله، بهذه الجملة من هذا الحديث الصحيح، يضاهون بخلق الله فيقولون: إن المضاهاة إنما تحصل