الله لمن حمده» فقولوا:«ربنا ولك الحمد» لا ينافي هذا الحديث ما سبق بيانه من السنة الفعلية، والسنة القولية:«صلوا كما رأيتموني أصلي»؛ ذلك لأن هذا الحديث كل ما فيه من الدلالة التي لا مناص منها ولا بد من الاستسلام لها أن قول المقتدي إنما يقول: ربنا ولك الحمد يقيناً يقول ذلك بعد أن يقول الإمام: «سمع الله لمن حمده». هذا كل ما ينص عليه هذا الحديث.
(الهدى والنور /٦٨٣/ ٢٦: ٣١: ٠٠)
[خطأ مسابقة الإمام بالتأمين]
الشيخ: هناك حديث صحيح -أيضاً-: «وإذا قال الإمام: {وَلا الضَّالِّينَ} فقولوا: ربنا آمين} هذا -أيضاً- يعني أن المقتدي لا يقول: آمين إلا بعد فراغ الإمام من: {وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: ٧]، إيه، لكن هذا لا يعني أن المقتدي لا يقول: آمين؛ لقوله -عليه السلام- في الحديث الصحيح: «إذا أمّن الإمام فأمّنوا؛ فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه»، حينئذٍ كما هو المعلوم من علم الأصول أن دائماً يؤخذ من النصوص الزائد فالزائد، فقوله -عليه السلام- في الحديث الأول في المسألة الأخرى:«وإذا قال الإمام: {وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: ٧]، فقولوا: ربنا آمين» نضم إليها: وإذا قال الإمام: {وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: ٧] آمين؛ فقولوا أنتم: آمين؛ لأننا ضممنا الزيادة التي وردت في الحديث الآخر الصحيح إلى الحديث الأول، فنخرج بالنتيجة التالية وهي: وإذا قال الإمام: وإذا قال الإمام: {وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: ٧] آمين؛ فقولوا: آمين. وحينئذٍ فمن الخطأ الشائع في البلاد الإسلامية كلها في حدود اطلاعي وعلمي أن المقتدين جميعهم يسبقون الإمام بـ آمين، وأنا قد لاحظت -ولا مؤاخذة، وهي ذكرى- أنني لا أكاد أنتهي من الضالين إلا ومَن خلفي يسبقني بـ آمين، فأكون أنا مقتدياً به بدلاً أن يكون هو مقتدياً بي، فانقلب مبدأ:«إنما جعل الإمام ليؤتم به» هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين، هذا أولاً. وأنت خير من ينقل هذا إلى من خلفه، فليبلغ الشاهد الغائب؛ لأنني كلما حضرت أو سافرت أو صليت في مسجد لا بد من أن أرى هذه المخالفة، لا بد، في المسجد الحرام، في المسجد النبوي، في مساجد الدنيا كلها، حسب ما أنا صليت