للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أول من جمَّع بالمدينة

قول كعب بن مالك: «أول من جمع بنا أسعد بن زرارة في هزم النبيت, في نقيع يقال له: نقيع الخضمات, قلت كم أنتم يومئذ؟ قال: أربعون رجلا». حسن. وفى «التلخيص» «١٣٣»: «وروى الدارقطنى من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن مالك عن الزهرى عن عبيد الله عن ابن عباس قال: «أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - الجمعة, قبل أن يهاجر, ولم يستطع أن يجمع بمكة, فكتب إلى مصعب بن عمير: أما بعد فانظر اليوم الذى تجهر فيه اليهود بالزبور, فاجمعوا نساءكم وأبناءكم, فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة, فتقربوا إلى الله بركعتين, قال فهو أول من جمع حتى قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة, فجمع عند الزوال, من الظهر, وأظهر ذلك». سكت عليه الحافظ, ولم أره في سنن الدارقطنى فالظاهر أنه في غيره من كتبه, وإسناده حسن, وإن سلم ممن دون المغيرة, وهو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش أبو هاشم المخزومى وقد احتج به الشيخان وفيه كلام يسير.

وروى بعضه الطبرانى في الأوسط «١/ ٥١/٢» من طريق صالح بن أبى الأخضر عن الزهرى عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبى مسعود الأنصارى قال: «أول من قدم من المهاجرين المدينة مصعب بن عمير, وهو أول من جمع بها يوم الجمعة, جمعهم قبل أن يقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فصلى بهم». وقال: «لم يروه عن الزهرى إلا صالح».

قلت: وهو ضعيف كما قال الحافظ. وبينه وبين حديث كعب بن مالك المذكور قبل هذا مخالفة فإن فيه أن أسعد بن زرارة هو أول من جمع بهم, وجمع الحافظ بينهما بأن أسعد كان آمراً, وكان مصعب إماماً.

قلت: ويمكن أن يقال أن مصعباً أول من جمع في المدينة نفسها, وأسعد أول من جمع فى بنى بياضة وهى قرية على ميل من المدينة كما تقدم فلا اختلاف والله أعلم. اهـ.

[إرواء الغليل تحت حديث رقم (٦٠٠)]

<<  <  ج: ص:  >  >>