للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغى وتعدى وظلم والله حسيبه. وغرضنا من نشر السنة في هذه المسألة وغيرها بَيِّن ظاهر وهو تبليغها للناس لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «بلغوا عني ولو آية.» الحديث رواه البخاري ومسلم لعلها إذا بلغتهم اقتنعوا بصحتها فالتزموها وفي ذلك فلاحهم وسعادتهم في الدارين، وفيه تضعيف الأجر لنا إن شاء الله تعالى، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من سن سنة في الإسلام حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة». فمن لم يقتنع بها لشبهة لا لهوى ولا اتباعا للآباء والأجداد فليس لأحد عليه من سبيل، لا سيما إذا كان لم يلتزمها بعض كبار العلماء كما في هذه المسألة. والتوفيق من الله سبحانه.

[صلاة التراويح ص ٤١]

[الأحوط اتباع السنة]

الأحوط اتباع السنة: على أنه مهما قيل في جواز الزيادة أو عدمها فما أظن أن مسلما يتوقف - بعد ما سلف بيانه - عن القول بأن العدد الذي ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - أفضل من الزيادة عليه لصريح قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -». رواه مسلم. فما الذي يمنع المسلمين اليوم أن يأخذوا بهذا الهدي المحمدي ويدعوا ما زاد عليه ولو من باب «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»، لا سيما وأن كثيرا منهم يسيئون أداة صلاة التراويح بعشرين ركعة للسرعة الزائدة التي يؤدونها بها حتى ليمكن القول إنها لا تصح مطلقا لإخلالهم بالاطمئنان الذي هو ركن من أركان الصلاة التي لا تصح صلاة إلا بها لما سيأتي بيانه. فلو أنهم صلوها بالعدد الوارد في السنة في مثل المدة التي يصلون فيها العشرين لكانت صلاتهم صحيحة مقبولة باتفاق العلماء، ويؤيد ذلك حديث جابر قال: سئل - صلى الله عليه وسلم - أي الصلاة أفضل؟ قال: «طول القيام». فعليكم أيها المسلمون بسنته - صلى الله عليه وسلم - تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ فإن خير الهدى هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -.

[صلاة التراويح ص ٤٦]

<<  <  ج: ص:  >  >>