هجرانه، فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء أن يخلصنا مما يسخطه ويستعملنا فيما يرضيه من حفظ كتابه وفهمه والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يحبه ويرضاه إنه كريم وهاب.
[تحريم آلات الطرب ص (١٨١)]
[حكم ما يسمى بالأناشيد الإسلامية]
الشيخ: .. يوجد في الإسلام شعر بلا شك، ويقول الرسول عليه السلام في بعضه:«إن من الشعر لحكمة» أما أن نتغنى بأشعار ونسميها أناشيد وأناشيد دينية فهذا شيء لا يعرفه سلفنا الصالح إطلاقًا.
وهذا في الواقع له علاقة بمبدأ كنا تحدثنا عنه قريبًا في بعض جلساتنا هنا، وهو يتخلص بالاعتقاد بما يدندن حوله العلماء في مثل هذه المناسبة:
وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف
لم يكن من عادة السلف أن ينشدوا أناشيد ويسموها دينية، لا سيما إذا اقترن بها بعض الآلات الموسيقية كالدف، وأنكر من ذلك أن نسمي أذكارًا يقترن بها بعض الآلات الموسيقية أيضًا ونسميها ذكرًا وليس هو من الذكر الإسلامي في شيء، فليس هناك خلاصة القول: أناشيد دينية وإنما هناك أشعار لطيفة في معانيها يجوز أن يتغنى بها إما انفرادًا وإما في بعض الاجتماعات كالعرس، وكما جاء من حديث عائشة رضي الله عنها أنها أقبلت من عرس للأنصار فسألها الرسول: من أين؟ قالت: من عرس للأنصار، قال عليه الصلاة والسلام لها:«هل غنيتم لهم فإن الأنصار يحبون الغناء، قالت: ماذا نقول يا رسول الله؟ قال عليه السلام: أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم .. » انظروا الشعر العربي النزيه ليس فيه شيء من الكلام الذي لا يليق .. «أتيناكم أتيناك فحيونا نحييكم ولو الحنطة السمراء لم تسمن عذاراكم» هذا شعر لكن ليس شعر ديني شعر ترويح عن النفس بكلام مباح، هذا