قد فعلت أنا مع المستقبل البعيد؟ عرضت نفسي للهلاك، ولذلك قلت لأحد الأطباء: هل أنت تستطيع حينما تقول أنه يستطيع أن يعيش بإحدى الكليتين فيتبرع بالأخرى هل تستطيع أن تقول في المستقبل: لا يمكن أن يعرض لذي الكلية الواحدة مرض ما فيها فيكون هلاكه فيها؟ قال: لا، ما أستطيع، إذاً: لماذا فاتحين الباب بجواز التبرع بالكلية والله خلقها كلوتين؟
نحن في سوريا نقول: استيبن، فإذاً: هذه من الفائدة، الآن إنسان بسيارته إذا يريد يمشي مسافة قصيرة أقصر بكثير من العمر الطويل، فهو بحاجة إلى استيبن، ربنا الذي خلق هذا الإنسان خلق له هذا الاحتياط هذا، فأنت تأتي بجهلك أيها الطبيب وتقول: تبرع بالاستيبن هذا، ما أدراك أنه غداً ينفجر، لذلك ما يجوز هذا التبرع إطلاقاً.
(الهدى والنور/٢٨٩/ ٣٤: ٢٦: ٠٠)
[حكم التبرع بالكلية]
مداخلة: حكم التبرع بالكلية؟
الشيخ: أنا أخالف جماهير الذين يفتون بالجواز، وأرى أن ذلك لا يجوز والسبب في ذلك يعود عندي إلى أمرين اثنين:
الأمر الأول: أنني أنظر إلى مثل قوله تعالى: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}[الملك: ٣] فهو حينما خلق الإنسان وسواه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلًا، وأحسن خلقه حتى كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كما تعلمون إذا دعا كان من دعائه أن يقول:«اللهم كما حسنت خَلْقي فحسِّن خُلُقي» هذا التحسين من الله لخلق الإنسان لا يجوز العبث به بدعوى الإحسان؛ لأنك في سؤالك المحصور بالتبرع بالكلية أقول: إن هذا التبرع بالكلية فيه أولًا ما يمكن إدخاله في عموم نهيه عليه السلام عن التمثيل .. «نهى عليه الصلاة والسلام عن المثلة» وهو تشويه خلقة الرحمن