عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وهو صائم، فقالت له عائشة ما منعك أن تدنو من أهلك فتقبلها وتلاعبها؟ فقال: أقبلها وأنا صائم؟ ! قالت: نعم. أخرجه مالك «١/ ٢٧٤» وعنه الطحاوي «١/ ٣٢٧» بسند صحيح.
قال ابن حزم «٦/ ٢١١»: «عائشة بنت طلحة كانت أجمل نساء أهل زمانها، وكانت أيام عائشة هي وزوجها فتيين في عنفوان الحداثة». وهذا ومثله محمول على أنها كانت تأمن عليهما، ولهذا قال الحافظ في «الفتح»«٤/ ١٢٣» بعد أن ذكر هذا الحديث من طريق النسائي: « .. فقال: وأنا صائم، فقبلني»: «وهذا يؤيد ما قدمناه أن النظر في ذلك لمن لا يتأثر بالمباشرة والتقبيل لا للتفرقة بين الشاب والشيخ، لأن عائشة كانت شابة، نعم لما كان الشاب مظنة لهيجان الشهوة فرق من فرق».
السلسلة الصحيحة (١/ ١/ ٤٣٠ - ٤٣٣).
[جواز التقبيل للصائم]
«كان لا يمس من وجهي شيئا وأنا صائمة، قالته عائشة» منكر.
[قال الإمام]: فإننا نقطع بأن هذه الرواية شاذة بل منكرة، لمخالفتها للحديث الثابت بالسند الصحيح عن عائشة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها وهما صائمان، فقال الإمام أحمد «٦/ ١٦٢»: حدثنا يحيى بن زكريا قال: أخبرني أبي عن سعد بن إبراهيم عن رجل من قريش من بني تميم يقال له طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: «تناولني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إني صائمة، فقال: وأنا صائم». وهذا سند صحيح، وقد رواه جماعة من الثقات عن سعد بن إبراهيم به نحوه كما بينته في «الأحاديث الصحيحة» فانظر «كان يقبلني ... »«رقم ٢١٩».