للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: إن شاء الله تعالى يا شيخنا.

الشيخ: إن شاء الله.

(الهدى والنور /٢٠٢/ ٤٠: ٥٤: ٠٠)

[حكم تخصيص الزيارة لميت معين]

السائل: اعتدنا على سماع من ناس أنهم يقولون: فلان ذهب لزيارة فلان من الأموات، يعني تخصيص للزيارة، هل تجوز هذه، تخصيص الزيارة لفلان من الناس؟

الشيخ: ماذا تعني بكلمة تخصيص؟

السائل: يعني فلان توفي أبوه، فذهب لزيارة والده فقط على المقبرة، وقبور المسلمين -طبعا- مليئه، فيختص، يعني: يخص هذه الزيارة بزيارة والده المتوفَّى.

الشيخ: أنا أعتقد أن هذه الزيارة لا يؤجر عليها، ويكفيه ألا يؤجر فيها؛ لأن الزيارة التي يُؤْجَر عليها المسلم، هي من أجل العبرة والعظة، وتَذَكُّر الموت، والدعاء للموتى أو للميت.

وكما هو معلوم من كلام العلماء وبخاصة ابن تيمية وابن قيم الجوزية وأمثالهما، أن زيارة القبور تنقسم إلى قسمين: زيارة شرعية، وزيارة بدعية، الزيارة الشرعية: هي -إجمالا- التي تكون موافقة للشرع، فمتى تكون الزيارة مشروعة؟ هو: إذا قصد الزائر أن ينتفع بزيارته، وأن ينفع المزور بزيارته.

بماذا ينتفع؟ وبماذا؟ ينفع ينتفع هو بملاحظة سبب شرعية زيارة القبور بعد أن كان نُهِيَ عنها في قوله عليه السلام الثابت في صحيح مسلم: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزورها، فإنها تذكركم بالآخرة» وجاء في غير صحيح مسلم: «غير ألاّ تقولوا هُجْرًا، فإنها تذكركم الآخرة»، فأيُّ زيارة لا يعود منها الزائر بتذكر الآخرة، فهي ليست شرعية، ولو لم يفعل شيئًا آخر مخالفا للشرع.

<<  <  ج: ص:  >  >>