الشيخ: بدليل ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه، واضح هذا الجواب؟
الآن نعود إلى السؤال الثالث: دخل جماعة المسجد فأيهما المتصدِّق والمتصدَّق عليه، هو الإمام أيضاً؟
مداخلة: ما فيه.
الشيخ: ما فيه هنا مُتَصدِّق ولا متصدَّق عليه واضح؟
لذلك حَشْر هذا الحديث في موضوع الجماعة الثانية تحميله ما لا يطيق.
الحقيقة: هذا الحديث يدل على ما دل عليه سبب وروده، الحديث يقول -كما جاء في سنن الترمذي وغيره من حديث أبي سعيد الخدري، ومن حديث أنس بن مالك أيضاً في معجم الطبراني-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى ذات يوم صلاة العصر، ولما سلم دخل رجل يريد أن يصلي وحده، فقال عليه الصلاة والسلام لمن صلى خلفه: ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ فقام رجل واقتدى به.
من هنا جاء الجواب السابق صحيحاً، لماذا كان المقتدِى مُتَصدِّق، والمقتدَى به متصدَّق عليه؟ هذه نكتة جميلة جداً، المتصدِّق غني والمتصدَّق عليه فقير، كيف؟ المتصدِّق صلى وراء الرسول عليه السلام فاكتسب فضيلة صلاة الجماعة بسبع وعشرين درجة أولاً، ثم وراء سيد البشر ثانياً، أما الرجل هذا فقير فاتته هذه الخيرات الكثيرة، فإذاً هذا المليء المشحون بالخير وبالأجر هو الذي تصدق على ذلك المسكين الذي فاتته الصلاة.
(الهدى والنور /٣٤٧/ ٣٤: ٢٦: ٠٠)
[حكم الجماعة الثانية]
مداخلة: يسأل هنا: ما حكم صلاة الجماعة الثانية بعد الجماعة الأولى في كل فريضة يصلونها؟