وإما على معنى المسارعة في الامتثال لما أمر به، ونظيره:{قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَن وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}.
(مشكاة المصابيح ١/ ٢٦٠)
[دعاء الاستفتاح: وجهت وجهي .. يكون في الفرائض والنوافل]
[قال الإمام في تعقباته على الشيخ سيد سابق رحمه الله في فقه السنة]:
قوله في أدعية الاستفتاح: وعن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة كبر ثم قال:«وجهت وجهي ... وأنا من المسلمين ... الخ رواه أحمد ومسلم والترمذي وأبو داود وغيرهم».
قلت: ولفظ الترمذي في «الدعوات» ٣٤١٩: « ... الصلاة المكتوبة ... ». وقال:«حديث حسن صحيح».
وكذلك رواه أبو عوانة في «صحيحه» ٢/ ١١٢ و ٢٠٥ والدارقطني ١/ ٢٩٧ وسنده صحيح ورواته كلهم ثقات كما قال أبو الطيب العظيم آبادي في تعليقه عليه وهو على شرط مسلم.
واما قول الحافظ ابن حجر في «بلوغ المرام» بعد أن ساق رواية مسلم المطلقة وهي المذكورة عند المؤلف: «وفي رواية له أن ذلك في صلاة الليل».
وتبعه على ذلك الشوكاني فقال في «نيل الأوطار» ٢/ ١٦١: «وأما مسلم فقيده بصلاة الليل وزاد لفظ: من جوف الليل».
قلت: وهذا وهم كله فليس عند مسلم ٢/ ١٨٥ - ١٨٦ القيد المذكور ولا الزيادة المذكورة وإنما هي في حديث ابن عباس الذي ساقه قبل هذا الحديث بحديث بلفظ:«كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: اللهم لك الحمد ... »