للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إتمام شعبان ثلاثين يومًا إذا غُم علينا

«حديث: «كان ابن عمر إذا حال دون مطلعه غيم أو قتر أصبح صائما». صحيح.

(تنبيه): استدل المصنف بهذا الأثر على وجوب صوم ليلة الثلاثين احتياطا إذا حال دون رؤية الهلال غيم أو قتر. وقال: «وابن عمر هو راوى الحديث ـ يعنى المتقدم ـ وعمله به تفسير له».

قلت: وبناء على ذلك فسر قوله فى الحديث المشار إليه: «فاقدروا له» بـ «ضيقوا له العدة وذلك بأن يحسب شعبان تسعة وعشرين يوما».

قلت: ينافي ذلك أمور:

الأول: أن فى حديث أبى هريرة المتقدم قبل حديث: «فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين» , وكذلك فى حديث جماعة آخرين من الصحابة سبق ذكرهم هناك.

الثانى: أن فعل ابن عمر هذا مخالف لفعله - صلى الله عليه وسلم - أيضا فقد تقدم من حديث عائشة رضى الله عنها: «ثم يصوم لرؤية رمضان, فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام».

وأما ما رواه سعيد بن منصور عن عائشة أنها قالت: «لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من رمضان» فلا يصح سنده, فيه رجل لم يسم, لكن قد جاء مسمى بـ «عبد الله بن أبى موسى» فى مسند أحمد «٦/ ١٢٥ ـ ١٢٦» وسنده صحيح, فمن قال: العبرة برأى الراوى لا براويته لزمه الأخذ به كالحنفية.

[إرواء الغليل تحت حديث رقم (٩٠٤)]

[يعتبر في ثبوت الصيام والفطر الموافقة للناس]

[قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]: «الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون».

<<  <  ج: ص:  >  >>