فإذاً: صلاة الليل لا تسقط لا سفراً ولا حضراً، فهي -أي: صلاة الليل- تُلحق بسنة الفجر، وبالوتر، والوتر كما تعلمون هو من قيام الليل؛ لقوله عليه السلام:«صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح، فليُوتر بركعة، تُوتر له ما قد صلى».
إذاً: فالوتر وسنة الفجر لا اختلاف لا في الحضر وفي السفر.
فقيام رمضان هو قيام الليل، فإذا كان قيام الليل مشروعاً للمسافر، فقيام رمضان أيضاً مشروع للمسافر، ومعنى الشرعية: أننا لا نقول كما نقول فيمن يريد أن يحافظ على السُنَن الرواتب في السفر: إنه خالف السنة.
فمن أحيا رمضان وهو مسافر، لا نقول له: خالفت السنة، بل نقول: أصبت السنة العامة، لكن هو له الخِيرة، حتى في حالة الإقامة له ألّا يصلي القيام؛ لأنه ليس من الواجبات.
لكن لا نُنْكِر شرعية صلاة القيام بالنسبة للمسافر؛ على اعتبار أنه من قيام الليل، وهو مشروع سفراً وحضراً.
(الهدى والنور / ٦٩٨/ ٢٢: ٣٩: ٠٠)
[حكم البكاء في صلاة القيام]
مداخلة: يا شيخ البكاء بصوت عال في صلاة القيام، رفع الصوت يمتد في المسجد حتى إن المسجد مكة أو كذا ..
الشيخ: يوجد بكاء ويوجد تباكي، البكاء لا يفسد الصلاة؛ لأنه يكون مغلوبًا على أمره، أما التباكي فلا شك أنه قد يعرض الصلاة للفساد، والله المستعان، الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام يصلي يقول الراوي: كان في صدره أزيز كأزيز المرجل، أي: يبكي ولكن ما [يجهر] في البكاء كأنه بكاء مكتوم في الصدر لكن لا بد ما يظهر.