للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قراءة الفاتحة خلف الإمام وقت السكتة]

السؤال: النهي الوارد عن القراءة للفاتحة للمأموم .. لا يقرأ المأموم حتى وإن سكت الإمام، هل لا يقرأ المأموم حتى وإن سكت الإمام للفاتحة، أم النهي عن القراءة أثناء قراءة الإمام؟

الشيخ: إذا أردنا أن نُجيب عن السؤال، دون أن نفكر في صِحَّة السؤال.

فالجواب: إذا كان هناك سكتات للإمام يسكت فيها فيقرأ، لكن هل هناك سكتات بإمكان المقتدي أن يقرأ فيها، على الأقل الفاتحة، التي الأصل فيها أنها ركن من أركان الصلاة؟

هذا ما أشرت إليه في قولي: إذا أردنا أن نجيب عن السؤال فالجواب نعم، ما دام هناك سكتات فيقرأ، لكن أين هذه السكتات المشروعة؟

لكني أنا أقول، وهذا ما أفعله بنفسي: بأننا لا نستطيع أن نُصَحّح مفاهيم الناس -كل الناس- وبخاصة الذين لم يسمعوا الصواب من الرأي، فيما اختلف فيه الناس.

فنصلي وراء إمام، وإذا به يسكت، لماذا؟ لأن مذهبه شافعي، فأنا أهتبل فرصة سكوته وأقرأ، ذلك خير من أن أتم صامتاً؛ لأنه، أولاً: أشغلت نفسي بطاعة ليس هناك ما يُنْهى عنها.

وثانياً: أخذت بالأحوط، حينما وجد السبب الذي يفتح بابًا للاحتياط في الدين.

أما إذا لم يكن مثل هذه السكتة، من إمام يتبع السنة، وهو يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يسكت كما شرح ذلك ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد، لم يكن يسكت بعد قراءته الفاتحة سكتة طويلة، بحيث أنها تتسع لقراءة الفاتحة من المقتدين خلفه.

لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لو كان يسكت هذه السكتة الطويلة، لقيل له كما قيل له في السكتة الأولى، بعد تكبيرة الإحرام، كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>