للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتعليل الذي ذكرته من أن المقصود من إجراء العملية التشريحية لبعض الجثث هو لمعرفة أسباب الموت أو القتل، أقول: هذا نظام أجنبي محض فهو يدخل في باب عدم التشبه بالكفار، فمن هذه الحيثية أيضاً لا يجوز أن نتعاطى السنن والقوانين التي نبعت من بلاد الكفر الذين أمرنا في القرآن وفي السنة بمخالفتهم، وينبغي على كل مسلم أن يعرف الفرق أولاً بين منهجه الإسلامي ويفخر به وبين منهج الكفار النابع من الأرض والأهواء المتضاربة فيحمد ربه عز وجل على السلامة من ذلك، فهؤلاء حينما لا يطبقون الأحكام الشرعية في التحقيق لمعرفة أسباب القتل وأسباب الموت ونحو ذلك، وإنما عندهم النظم الأرضية، فهم اضطروا إلى اتخاذ مثل هذه الوسائل، وهي أيضاً من الوسائل الغير مشروعة، وقد سمعت آنفاً قوله عليه السلام: «كسر عظم الميت المؤمن ككسره حي».

أما إذا كان الميت كافراً فالكافر إذا أذن بتشريحه أهل الميت فهذا جائز، لكن إذا كان اعتداء من مسلم على كافر فلا يجوز؛ ذلك لأنه أيضاً من الآداب الإسلامية أن المسلمين يؤمرون في المعارك التي كانت تجري بينهم وبين الكافرين بأن يدفنوا موتى الكافرين؛ لأن ذلك مما يدندنون حوله اليوم وقليلاً ما يحققون بأفعالهم ما يقولونه بألسنتهم من باب الإكرام لإنسانية البشر قاطبة، هذه الإنسانية ما يعرفها إلا الإسلام فقط، ولو كان يعرفون حقوق الإنسان كما يزعمون كانوا اتبعوا شريعة الإسلام وأغناهم ذلك عن كل هذه القوانين التي ابتدعوها، والله عز وجل يقول في القرآن الكريم: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: ٢٩] هذا جواب ما سألت.

(الهدى والنور /٨٠٩/ ٥٥: ٢١: ٠٠)

[هل يجوز تشريح جثة الإنسان]

السائل: هل يجوز تشريح جثث الإنسان؟

<<  <  ج: ص:  >  >>