بخاصة، من أن تتغلب عليكم تقاليدهم وعاداتهم، وأن تتشبهوا بهم، فيصرفكم ذلك عن التمسك بكثير أو بقليل مما جاء به الإسلام، هذا من جهة.
من جهة أخرى: هذه المسرحيات وهذه التمثيليات، لا تخلو مهما كان القائمون عليها من كذب، لربط الحوادت بعضها ببعض، إن لم تَخْلُ من اختلاط النساء بالرجال، وإن خلت من ذلك فلا يخلو من أن يتشبه رجل بامرأة، أو رجل بصبي أمرد، أو نحو ذلك من الأمور المستنكرة التي لا تخفى على مسلم.
لذلك أنتهي من هذه الكلمة، لأقول لكم: حذاري حذاري من أن تُدْخِلوا شيئاً من هذه الأمور المحدثة من المسرحيات وغيرها في مسجدكم، إن كان لكم في ذلك إرادة، وسعي ناجح إن شاء الله، وإلا فقوله عليه السلام:(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) غيره؟
مداخلة: حاولنا نحن أن نمنع مثلاً الناس في المسجد أن يقوموا بحفل، وقد حُضِّر له من قبل شهر، بأنها ستكون فتنة في المسجد، فينقلبوا علينا، خاصة نحن الشباب دائماً نحن نعارض أهل المسجد هناك الكبار في السن، فيقولوا نحن فتانون، فماذا نفعل لهم، غداً الحفل إن شاء الله، هل نمنعهم بالقوة أم نكلمهم ... ؟
الشيخ: لا. ما أعتقد أن القوة تفيد، وبخاصة أنني لا أدري أي القُوّتين أقوى، قوة الحق أم قوة الباطل، ولا سيما أنكم تعيشون كما قلت آنفاً في عقر بلاد الكفر والضلال، ولذلك فالذي أراه من بعيد، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، أنه يجب أن تستعملوا الحِكْمَة، وأن تبتعدوا عن الشدة؛ تجاوباً منكم مع قوله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: ١٢٥].