للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنس فإنهما يدلان على أن حديث ابن عباس المرفوع محكم, وأن حديث «أفطر الحاجم والمحجوم» هو المنسوخ, وقد خرجتهما قبل حديثين.

[إرواء الغليل تحت حديث رقم (٩٣١)]

[جواز تقبيل الصائم لزوجته في رمضان]

عن عائشة مرفوعًا: «كان يقبلني وهو صائم وأنا صائمة».

[قال الإمام]: والحديث دليل على جواز تقبيل الصائم لزوجته في رمضان، وقد اختلف العلماء في ذلك على أكثر من أربعة أقوال أرجحها الجواز، على أن يراعى حال المقبل، بحيث أنه إذا كان شابا يخشى على نفسه أن يقع في الجماع الذي يفسد عليه صومه، امتنع من ذلك، وإلى هذا أشارت السيدة عائشة رضي الله عنها في الرواية الآتية عنها « .. وأيكم يملك إربه» بل قد روى ذلك عنها صريحا، فقد أخرج الطحاوي «١/ ٣٤٦» من طريق حريث بن عمرو عن الشعبي عن مسروق عنها قالت: ربما قبلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وباشرني وهو صائم! أما أنتم فلا بأس به للشيخ الكبير الضعيف. وحريث هذا أورده ابن أبي حاتم «٢/ ٢ / ٢٦٣» ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، بل جاء هذا مرفوعا من طرق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوي بعضها بعضا، بعضها عن عائشة نفسها، ويؤيده قوله - صلى الله عليه وسلم -: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» ولكن ينبغي أن يعلم أن ذكر الشيخ، ليس على سبيل التحديد بل التمثيل بما هو الغالب على الشيوخ من ضعف الشهوة، وإلا فالضابط في ذلك قوة الشهوة وضعفها، أو ضعف الإرادة وقوتها، وعلى هذا التفصيل نحمل الروايات المختلفة عن عائشة رضي الله عنها، فإن بعضها صريح عنها في الجواز مطلقا كحديثها هذا، لاسيما وقد خرج جوابا على سؤال عمرو بن ميمون لها في بعض الروايات. وقال: «ولكم في رسول الله أسوة حسنة» وبعضها يدل على الجواز حتى للشاب، لقولها «وأنا صائمة» فقد توفي عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمرها «١٨» سنة، ومثله ما حدثت به عائشة بنت طلحة أنها كانت عند عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدخل عليها زوجها

<<  <  ج: ص:  >  >>