مداخلة: صلاة التسابيح هل صحيح أن الحديث الوارد في هذه الصلاة ضعيف؟
الشيخ:[حديث] صلاة التسابيح حقيقةً اختلف علماء الحديث فيه اختلافاً كبيراً، ففيه من قال: إنه حديث موضوع، وفيه من قال: إنه ضعيف، وفيه من قال: إنه حسن، وفيه من قال: إنه صحيح.
ولا أريد يعني: الإطالة ما هو الفرق بين الحسن والصحيح وأنّ كلّاً من الحسن والصحيح ينقسم إلى حسن لذاته وإلى حسن لغيره، والصحيح ينقسم إلى صحيح لذاته وصحيح لغيره، لكن المهم أن أقول كلاماً إنه من قال: إنه حديث موضوع، فقد بالغ واشتط عن الصواب بعيداً، ومن قال: إنه ضعيف فهو قريب من الأول، إنما الصواب أن الحديث يدور بين قول من قال: إنه حسن وبين قول من قال: إنه صحيح، وهذا هو الراجح عندنا.
والصحة جاءت من طريقين اثنين أو من وجهين اثنين:
الوجه الأول: أن حديث صلاة التسابيح جاء من طرق في «سنن أبي داود» وغيره من كتب السنة، يقول فيها أهل العلم بالحديث يَشُدُّ بَعْضُها بعضاً، يُقَوّي بعضاً؛ لأنه ليس فيها من هو كذاب أو من هو مُتَّهم بالكذب، وإنما فيهم بعض من تكلم في حفظهم، فسيء الحفظ يؤمَنْ خطؤه بمجيء شاهد له، فكيف وقد جاءت شواهد لحديث صلاة التسابيح، هذا من وجه أول.
ومن وجه آخر: أنه قد عمل بهذا الحديث بعض كبار أئمة السلف وممن روى هذا الحديث ألا وهو عبد الله بن المبارك الذي هو شيخ من شيوخ إمام السنة الإمام أحمد بن حنبل، فلو لم يكن هذا الحديث عند هذا الإمام صحيحاً لم يعمل به.
فإذاً: الصواب ما قاله العلماء في هذا الحديث، إنه حديث صحيح ينبغي على المسلم أن يعمل به ولو مَرَّة واحدةً في حياته، وذلك أن يصلي أربع ركعات في كل ركعة خمسة