فلما تَوَسَّعوا في النقد لم يَسْلَم لهم من الحديث إلا القليل القليل جداً، ولذلك أيضاً أعرضوا عن هذا القليل واكتفوا بالقرآن فخرجوا عن الإسلام باسم القرآن.
خلاصة الكلام: حديث التسابيح لا ينزل عن مرتبة الحسن، وهو عندي صحيح بمجموع طرقه، ويكفي في ذلك أن يعلم طالب العلم أن أحد أئمة السلف وهو عبد الله بن المبارك شيخ إمام السنة الإمام أحمد، كان يصلي هذه الصلاة التي يريد أولئك الناس الذين ينقدونها متناً أن يسموها بحديث شاذ أو منكر.
فمثل هذا الحديث وقد جاء من طرق كثيرة، وبعضها ليس فيه إلا الضعف اليسير الذي يتقوى بمثله وقد عمل به ذلك الإمام فلا تغتر بما ينقل من الكلام عن بعض أئمة الإسلام في تضعيف أسانيدها أو في الحكم على الإسناد بالنكارة.
هذا ما عندي.
(الهدى والنور/٢٢٤/ ٣٢: ٥٢: ٠٠)
(الهدى والنور/٢٢٤/ ٢٠: ٠١: ٠١)
(الهدى والنور/٢٢٥/ ٠١: ٠٠: ٠٠)
[حكم صلاة التسابيح]
السائل: صلاةُ التسابيح هل هي مستحبة، وهل ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه داوم عليها، قال ابن المبارك: صلاة التسابيح مُرَغّب فيها، يستحب أن يعتادها في كل حين ولا يتغافل عنها، فإن كانت كذلك فما هو دليلها؟
الشيخ: صلاة التسابيح لم يُنْقَل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلاها شخصياً، لكن جاءت عنه أحاديث كثيرة في الحَضِّ عليها، كحديث ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمه العباس:«يا عباس ألا أَحْبُوك، ألا أُعْطِيك: تصلي أربع ركعات» ثم ذكر الصلاة المعروفة في كل ركعة خمساً وسبعين تسبيحه، قال: «صَلِّها في كل يوم مرة، فإن لم تستطع