روى أحمد عن خرشة بن الحر قال:«رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها فى الطعام ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية».
صحيح. وليس هو في «المسند» للإمام أحمد , فهو فى بعض كتبه الأخرى التى لم تصل إلينا.
وبإسناده عن ابن عمر أنه:«كان إذا رأى الناس وما يعدونه لرجب كرهه وقال: صوموا منه وأفطروا»«ص ٢٣٠».صحيح. أخرجه ابن أبى شبة «٢/ ١٨٢/٢»: وكيع عن عاصم بن محمد عن أبيه قال: فذكره دون قوله: «صوموا منه وأفطروا». قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين. ولم أقف الآن على سند أحمد لنعرف منه صحة هذه الزيادة «صوموا وأفطروا» وإن كان يغلب على الظن صحتها, وهى نص على أن نهى عمر رضى الله عنه عن صوم رجب المفهوم من ضربه للمترجبين كما فى الأثر المتقدم ليس نهيا لذاته بل لكى لا يلتزموا صيامه ويتموه كما يفعلون برمضان, وهذا ما صرح به بعض الصحابة, فقد أورد ابن قدامة فى «المغنى»«٣/ ١٦٧» عقب أثر ابن عمر هذا من رواية أحمد عن أبى بكرة: «أنه دخل على أهله, وعندهم سلال جدد وكيزان, فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجب نصومه, فقال: أجعلتم رجب رمضان؟ ! فأكفأ السلال وكسر الكيزان». ثم قال ابن قدامة عقبه:«قال أحمد: من كان يصوم السنة صامه, وإلا فلا يصومه متواليا, يفطر فيه, ولا يشبه برمضان». ويظهر أن رأى ابن عمر فى كراهة صوم رجب كله كان شائعا عنه فى زمانه وأن بعض الناس أساء فهما عنه فنسب إليه أنه يقول بتحريم هذا الصوم, فقد قال عبد الله مولى أسماء بنت أبى بكر:«أرسلتنى أسماء إلى عبد الله بن عمر فقالت: بلغنى أنك تحرم أشياء ثلاثة: العلم فى الثوب, وميثرة الأرجون, وصوم رجب كله! فقال لى عبد الله: أما ما ذكرت من رجب فكيف بمن يصوم الأبد ... ». أخرجه مسلم «٦/ ١٣٩» وأحمد «١/ ٢٦». وعليه يشكل قوله فى هذه الرواية: «فكيف بمن