إذًا: لو وقع مثل هذا الخلاف فالجواب: فالحديث الصحيح: «لاستهموا عليه» لكن هل تجدون مثل هذا واقعًا؟ لا [ليس] له أثرًا لأن الناس ليسوا جميعًا في الحرص على العمل بفضائل الأعمال سواء، فبعضهم يهتم وبعضهم لا يهتم، ولذلك لا يصير أي خلاف حول التزاحم فضلًا أنه لا يصير أي تخاصم بالنسبة للصلاة في الصف الأول الذي صح الحض عليه بغير ما حديث صحيح، فبالأولى ألا يصير مثل هذا الخلاف خلاف في الصلاة في ميامن الصفوف، فإن صح الحديث فجوابه ما كان عن الحديث الصحيح في الحض على الصف الأول، وإن لم يصح كما أظن فالأمر أهون.
(أسئلة وفتاوى الإمارات - ١٠/ ٠٠: ٢٦: ٠١)
[هل لميمنة الصفوف فضيلة زائدة وكيفية الاصطفاف خلف الإمام]
مداخلة: بالنسبة لميمنة الصفوف، هل فيها فضل خاص؟
الشيخ: ما نعلم حديثاً صحيحاً، لا يوجد، هناك بعض الأحاديث ذكرها الإمام ابن المنذر في «الترغيب» في تفضيل التَيَامُن في الصف، لكن ليس فيها شيء صحيح، إنما يرجع في ذلك إلى الاستنباط.
والذي أراه -والله أعلم- أن تفضيل ميمنة الصف يؤدي إلى تعطيل شمال الصف، والذي نعرفه من السنة الصحيحة، من حديث جابر وجَبّار، حينما جاء جابر واقتدى به عليه السلام، عن يمينه، ثم جاء جَبَّار فوقف عن يساره، فدفعهما الرسول عليه السلام هكذا، وجعلهما صفاً من خلفه، فنأخذ من هذا الحديث، أنه إذا وجد ثلاثة، وتقدم أحدهم يصلي بهم إماماً، فلا يُجَنِّحُون حوله، كما ثبت ذلك عن ابن مسعود، هذا أمر كان، ثم استقر ما دلَّ عليه حديث جابر وجَبَّار.