إذا لاحظتم، تجدون الذين يتلقون الأرض بأيديهم كالنِمس، تعرفون النمس، حيوان خطير جدًا، لا تحس بمشيته.
هؤلاء الذين يمشون على السنة ويتلقون الأرض بأيديهم، لا تكاد تسمع لهم حسَّا، بينما أولئك الذين يبركون على ركبهم تسمع لهم رَجّة كرجة البعير، فحسبكم أن تعرفوا هذه، وأيضا تعملونها وتُبَلِّغونها إلى من وراءكم والسلام عليكم.
(الهدى والنور /١٨٣/ ١١: ١٢: ٠٠)
[النزول على اليدين في السجود]
مداخلة: ما هي صفة السجود؟
الشيخ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه» وهذا الحديث من عجائب من جرى من الخلاف حول فهمه، وأعجب من ذلك العجب أن يقع ذلك من العرب، أهل الإبل حيث أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فلا يبرك كما يبرك البعير» ثم يفسر هذا الإجمال بقوله: «وليضع يديه قبل ركبتيه» فادعى بعض العرب فضلًا عن غيره من العجم أن الحديث من المقلوب، زعموا أن الراوي أراد أن يقول: فليضع ركبتيه قبل يديه، فانقلب في زعمهم الحديث عليه فقال: وليضع يديه قبل ركبتيه، وذلك من ذهولهم عن ما يشاهدونه في بلادهم من بروك الجمل، الجمل إذا برك برك على مقدمتيه، أي: على يديه، وفي يديه الركبتان، وليس في مؤخرته، ولذلك فالجمل يختلف عن الإنسان من هذه الحيثية، فركبتا البعير في مقدمتيه، لذلك لما قال الرسول عليه السلام:«إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير» أي: لا يبرك على ركبتيه التين يبرك البعير عليهما وإنما ليتلقى الأرض بكفيه ثم يتبعهما بركبتيه.
أما حجة المخالفين لهذين الحديثين الصحيحين: فهو حديث أخرجه أيضًا أبو داود وغيره من رواية وائل ابن حجر أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد وضع ركبتيه قبل