كان لنا هناك صديق كنا نجول عليه، وله مسجد قريب من داره، ففي صلاة العشاء خرجنا إلى المسجد فَقَدَّمني، فأسررت إليه، قلت: يا رجل الجماعة غير معتادين أن يروا بدعة مثل هذه -في زعمهم- أن يصلي الإمام بهم ركعتين ويقول لهم أتمُّوا صلاتكم، هذا أمر غريب.
قال: يا أخي لا يهمك، سنُعَلِّمهم السنة.
قلت: والله أنا حريص مثلك، لكن أرى أنه قد يعمل معنا مشكلة، قال: لا عليك.
فعمِلت محاضرةً حول هذه الملاحظة التي أبديتها، مع ذلك قامت شوشرة بعد الصلاة، لماذا يصلي هذا الرجل الغريب وكذا .. إلى آخره، ويعمل علينا شوشرة .. تكلمنا كلمة يا أخينا تأييداً لكلام أخونا هذا، يا أخي السنة هكذا، والرسول - صلى الله عليه وسلم - «كان إذا أَمَّ قوماً فلا يُتم وإنما كان يصلي قصراً» وروي عنه -كما قلنا آنفاً- لكن صَحَّ ذلك عن عمر بن الخطاب «أنه كان في مكة، وأهل مَكّة مقيمون وهم آفاقيون فكان هو خليفة المسلمين يصلي بهم إماماً، فيُصَلّي قصراً ويقول لهم: «أتموا صلاتَكم فإنا قوم سُفْر»، وهناك الألوف، المؤلفة ما كانوا يبالون في سبيل تعليم الناس السنة.
(الهدى والنور /٦٢٧/ ٠٤: ٠٢: ٠٠)
هل يُقَدَّم الأقرأ للإمامة حتى ولو كان متبنطلًا؟
السائل: مسائل حول الإمامة، رجلان رجل قارئ، ورجل أقرأ، لكن الأقرأ متبنطل، أيهما يُقَدّم للإمامة؟
الشيخ: أقول الأقرأ على كل حال، ذلك لأن هناك أمور تتعلق بالصفات الشرعية التي تُعْتَبر مُرَجِّحا لشخص على آخر من حيث الإمامة، وهناك صفات أخرى تتعلق بكل مسلم، ليس فيما يتعلق بذلك الجانب ألا وهو الإمامة، وإنما تتعلق بالشخص ذاته، أيّهما أقرب عند الله -تبارك وتعالى- وأيهما أتقى، فهذا الجانب لا ينبغي أن يطغى على الجانب الأول، فقد يكون الإمام أتقى عند الله،