للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التفريق بين العادات والعبادات في اللبس وغيره]

مداخلة: هناك حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في إطلاقه أزرار قميصه، هل المقصود الأزرار بكاملها [أم بعضها]؟

الشيخ: .. هذا الحديث في فهمي أنا ليس من الأمور التعبدية، وإذ الأمر كذلك فلا ينبغي الخوض فيه وفي معرفة تفاصيله، والظاهر أن فك الرسول عليه السلام لأزرار قميصه إنما كان من باب الترويح والشعور بشيء من حرارة الجو خاصة .. ففعل ذلك فليس من نوع العبادات وإنما هو من العاديات، وفي الأمور العادية المسلم مخير كل الخيرة أن يفعل ما شاء وأن يدع منها ما يشاء.

مثلاً: من الثابت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكره أكل لحم الضب وقصته مع خالد بن الوليد لما رآه يأكل بشراهة غريبة ونظر إليه متعجباً حتى ظن خالد رضي الله عنه أن في هذا الأكل شيء فقال: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: «لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجد نفسي تعافه» فالآن نفس الرسول - صلى الله عليه وسلم - عافت أكل لحم الضب فهل يصبح حراماً؟ الجواب: لا، وعلى العكس من ذلك أنه عليه الصلاة والسلام كان يحب العسل، فإذا كان بعض الناس وأنا أعرف منهم من يكره أن يسمع اسم العسل فضلاً عن أن يلحسه وأن يأكله، في بلادنا السورية نبات أخضر يسمى الملوخية معروف عندكم هنا؟ هذه الملوخية بعض النساء يحسن طبخها وبعضهن لا، من هذا النوع الثاني إذا أخذت بعضاً من هذه الطبخة التي لم يحسن طبخها تصبح تمد كما لو كان لعاباً، هذا يضرب المثل لبعض الناس عندنا في سوريا يكره أن يسمع هذا الاسم ويتندر الناس معه أن يسمعوه هذا الاسم ليعرض بعيداً عنهم، وناس آخرون يأكلونه ويجدونه طعاماً وطبيخاً جيداً، بعضهم في العسل هذا شأنهم، والملوخية إلى آخره، هل نقول هذا الذي لا يحب العسل خالف السنة؟ لا، هذه أمور جبلية لا تتعلق بالشريعة الإسلامية، من أحب العسل فهو مباح ومن لم يحب فما ترك مستحباً.

<<  <  ج: ص:  >  >>