عن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وُضوءكَ للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم إني أسلمت نفسى إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك وألجأتُ ظهري إليك رغبةً ورهبة إليك، لا منجى ولا ملجأ منك إلا إليك. آمنت بكتابك الذى أنزلت، ونبيك الذى أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به»، قال: فرددتها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما بلغت «آمنتُ بكتابك الذى أنزلت» قلت ورسولك، قال:«لا، ونبيك الذى أرسلت». رواه البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وفى رواية للبخاري والترمذي:«فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيراً». «صحيح»
قال الألباني: فيه تنبيه قوي على أن الأوراد والأذكار توفيقية، وأنه لا يجوز فيها التصرف بزيادة أو نقص، ولو بتغيير لفظ لا يفسد المعنى، فإن لفظ «الرسول» أعم من لفظة «النبي» ومع ذلك رده النبي - صلى الله عليه وسلم -، مع أن البراء رضي الله عنه قاله سهواً لم يتعمده، فأين منه أولئك المبتدعة الذين لا يتحرجون من أي زيادة في الذكر، أو نقص منه؟ فهل من معتبر؟ ونحوهم أولئك الخطباء الذين يبدلون من خطبة الحاجة زيادة ونقصاً وتقديماً وتأخيراً، فلينتبه لهذا منهم من كان يرجو الله والدار الآخرة.
(التعليق على الترغيب والترهيب ١/ ٢٧٣)
[من فضائل الذكر]
[قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]: «سبق المفردون. قالوا: يا رسول الله! ومن «المفردون»؟ قال: الذين يهترون في ذكر الله عز وجل».