التراصّ، الذي لا يجد ليس فقط سبيلا للمرور، بل قد يجد سبيلا للوقوف في مكانه .... فلو فرضنا أن هذه الصفوف كلها متراصة كما أمر الشارع الحكيم، فلا بد من أن يخترق الصفوف وأن يصل إلى الصف الأخير.
وهنا ملاحظة: بالنسبة للقائمين في الصف عندما يجدون شخصا كهذا، فعليهم أن يتذكروا قول الرسول -عليه الصلاة والسلام- المتعلق بتسوية الصفوف، وأزيد على ذلك: وما قد يعترض هذه الصفوف -أعني بذلك- قوله عليه الصلاة والسلام «لِيْنُوا بأيدي إخوانكم» أنا واقف -مثلا- وضامم رجلي إلى رجل من عن يميني وعن يساري، وتمام صفي مع هؤلاء كالبنيان المرصوص فحينما أجد هذا، أنزوي وأنضم، لأفسح له المجال أن يصل إلى المكان المناسب له.
(الهدى والنور/٧٨٦/ ٤٨: ٠٨: ٠٠)
ضابط جواز صلاة الإمام جالساً
السائل: طيب شيخَنا هناك -أيضا- صورة يواجهها الإمام أحيانا، مثلا: لو كان الإمام مريض يُصَلِّي بالناس جالسًا، ولكن هذا الإمام يعني تعبان ومريض، ويقوى على الوقوف، فهل هناك ضابط يُعَيّن متى يسمح للإمام أن يجلس، مرة فعلت هذا وكنت متعباً حتى أُعلم الناس، ولكني أستطيع القيام يا شيخ، ولكني متعب، ففي هناك ضابط يعني لازم الواحد يكون تعبان على الآخر، حتى يصلي؟
الشيخ: الضابط في سؤالك.
السائل: نعم.
الشيخ: الضابط في سؤالك جاء في سؤالك استدراكا على كلامك، وهو قولك: ولكني أستطيع القيام إذاً خالفت قوله عليه السلام «صلّ قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب» وعساك أن يأتي يوم تصلي بهم على جنب.