وهي سنن ثابتة متواترة عنه - صلى الله عليه وسلم - والظاهر أنها لم تبلغ الإمام مالكاً رحمه الله، أو بلغته؛ ولكن لم يأخذ بها لسبب عنده.
وأما أنت أيها المالكي! فلا يمنعك التعصب لمذهبك من الأخذ بها؛ فإنه لا عذر لك في ذلك أبداً.
[أصل صفة الصلاة (١/ ٢٣٨)]
الدعاء المتقدم أصح أدعية الاستفتاح سندًا
[قال الإمام عن الدعاء المتقدم]: وهو أصح أدعية الاستفتاح سنداً.
ذكر ذلك الحافظ في «الفتح»«٢/ ١٨٣»، وسبقه إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة «تنوع العبادات»«٨٥»، وقال «٨٧»: «ومع هذا؛ فعامة العلماء من الصحابة ومن بعدهم يستحبون الاستفتاح بغيره، كما يستحب جمهورهم الاستفتاح بقوله: «سبحانك اللهم! ... »، وسبب ذلك هو: أن فضل بعض الذكر على بعض هو لأجل ما اختُص به الفاضل، لا لأجل إسناده.
والذكر ثلاثة أنواع؛ أفضله ما كان ثناء على الله، ثم ما كان إنشاءً من العبد، أو اعترافاً بما يجب لله عليه، ثم ما كان دعاءً من العبد.
فالأول: مثل النصف الأول من «الفَاتِحَة»، ومثل:«سبحانك اللهم! ... »، ومثل التسبيح في الركوع والسجود.
والثاني: مثل قوله: «وجّهت وجهي ... »، ومثل قوله في الركوع والسجود:«اللهم! لك ركعت، ولك سجدت ... ».
والثالث: مثل قوله: «اللهم! باعد بيني وبين خطاياي ... »، ومثل دعائه في الركوع والسجود.