للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تحقيق موضع الأذان النبوي والعثماني، وفيه الكلام على هل كانت المنارة في زمنه - صلى الله عليه وسلم -؟]

[وجهت أسئلة للعلامة الألباني من لجنة مسجد الجامعة جاء فيها]:

٣ - هل الأذان الثاني الذي شرعه الرسول - صلى الله عليه وسلم - موضعه أمام المنبر أم على باب المسجد المواجه للمنبر؟ وإذا كان هناك أذان آخر - أذان عثمان - فهل موضعه على الباب؟

[قال الإمام]:

الجواب عن الفقرة الثالثة: تحقيق موضع الأذان النبوي والعثماني:

٣ - يفهم الجواب عن هذه الفقرة مما تقدم في الحديث: «أن الأذان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر كان على باب المسجد وأن أذان عثمان كان على الزوراء». فإن وجد السبب المقتضي للأخذ بأذانه حسبما تقدم تفصيله وضع في في مكان الحاجة والمصلحة لا على الباب فإنه موضع الأذان النبوي ولا في المسجد عند المنبر فإنه بدعة أموية كما يأتي وهو غير محقق للمعنى المقصود من الأذان وهو الإعلام ونقل ابن عبد البر عن مالك: «إن الأذان بين يدي الإمام ليس من الأمر القديم» أي إنه بدعة. وقد صرح بذلك ابن عابدين في «الحاشية» «١/ ٣٦٢» وابن الحاج في «المدخل» «٢/ ٢٠٨» وغيرهما ممن هو أقدم وأعلم منهما قال الشاطبي في «الاعتصام» «٢/ ١٤٦ - ١٤٧» ما ملخصه:

قال ابن رشد: «الأذان بين يدي الإمام في الجمعة مكروه لأنه محدث وأول من أحدثه هشام بن عبد الملك فإنه نقل الأذان الذي كان بالزوراء إلى المشرفة ونقل الأذان الذي كان بالمشرفة بين يديه وتلا على ذلك من بعده الخلفاء إلى زماننا هذا قال: وهو بدعة، والذي فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدون بعده هو السنة. وذكر ابن حبيب أن الأذان عند صعود الإمام على المنبر كان باقيا في زمان عثمان

<<  <  ج: ص:  >  >>