هل صح الدعاء عند أذان المغرب: اللهم هذا إقبال ليلك ..
[قال الإمام في تعقباته على الشيخ سيد سابق رحمه الله في فقه السنة]: قوله: وعن أم سلمة قالت: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أذان المغرب:«اللهم هذا إقبال ليلك ... ».
قلت: سكت عنه المصنف فأوهم ثبوته وليس كذلك فإنه حديث ضعيف وسكت عن تخريجه وليس بجيد وقد أخرجه الترمذي وغيره من طريق أبي كثير مولى أم سلمة عنها وقال الترمذي: «حديث غريب وأبو كثير لا نعرفه» ولذلك قال النووي: «رواه أبو داود والترمذي وفي إسناده مجهول».
فمثل هذا الحديث لا يجوز نشره بين الأمة إلا مع بيان حاله من الضعف.
[تمام المنة ص «١٤٩»]
ترديد الإقامة وحال حديث: أقامها الله وأدامها
قوله:«يستحب لمن يسمع الإقامة أن يقول مثل ما يقول المقيم إلا عند قوله: «قد قامت الصلاة» فإنه يستحب أن يقول: أقامها الله وأدامها فعن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن بلالا أخذ في الإقامة فلما قال: قد قامت الصلاة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أقامها الله وأدامها».
قلت: بل المستحب أن يقول كما يقول المقيم: «قد قامت الصلاة» لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ... ». وتخصيصه بمثل هذا الحديث لا يجوز لأنه حديث واه وقد ضعفه النووي والعسقلاني وغيرهم ولا يغتر بقول صاحب «التاج الجامع للأصول»: «سنده صالح» لأنه اغتر بسكوت أبي داود عليه وقد بينا قيمة سكوت أبي داود على الحديث في «المقدمة» فراجعها وقد بينت ما في سنده من العلل في «ضعيف أبي داود» ٨٣ ثم في «الإرواء» ٢٤١.
وبهذه المناسبة أقول: إن كتاب «التاج» هذا ملئ جدا بالأخطاء العلمية وقد