عنها كثير من إخواننا أهل السنة، وعلى رغم أنني علمت بأنه ليس هو الإمام، لكنني قلت لابد من الذكرى لأن الذكرى تنفع المؤمنين.
أما بالنسبة إليه أولاً، فقد يعود ويصلي في نفس المسجد إماماً كما صلى صلاة العصر، ثم لو لم يتح له أن يصلي في هذا المسجد فقد يصلي في مسجد آخر، فشأنه شأن هذا المسجد من حيث أن أكثر المساجد اليوم لا تخلوا من المحاريب، والمحاريب لم تكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، لا في مسجده المسجد النبوي، ولا في المساجد الأخرى المنبثة في المدينة، فلم يكن المحراب معروفاً في أول الإسلام في مساجد المسلمين، ولكن المسلمين مع الأسف الشديد فيما بعد بدؤوا يتأثرون ببعض العادات التي عُرِف فيها النصارى وانتشر واشتهروا بها، منها مثلاً: زخرفة المساجد، كما قال ابن عباس بعد أن روى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما أُمرت بتشييد المساجد» قال ابن عباس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أمرت بتشييد المساجد» أي: برفع بنيانها وتشييدها وزخرفتها، ولذلك عقب ابن عباس رضي الله تعالى عنه على هذا الحديث المرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:«لتُزَخْرِفنها كما زخرفت اليهود والنصارى».
فزخرفت المساجد بدأت تذر قرنها في العهد الأول، ولذلك لما بدا لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، أن يُوَسِّع المسجد النبوي، قال للمُشْرِف على البنيان بالزيادة العمرية قال:«أكن الناس من الحر والقر، ولا تُحَمِّر ولا تُصَفِّر» يعني: أبعد عن زخرف مثل الأحمر والأصفر، واقتصر من البنيان على ما يدفع الحر والقر عن المصلين.
الشاهد: أن هذه الزخارف هي: مما جرى عليها النصارى وتسربت العدوى عدواها .. بدأت تتسرب إلى المسلمين الأولين بعض عادات النصارى وغيرهم من الكفار الضالين، ولذلك انتبه لمثل هذا التسرب عمر بن الخطاب، الذي سماه بحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفاروق، وأخبر بقوله عليه السلام عن هذه الحقيقة:«يا ابن الخطاب، ما سلكتَ فَجًّا إلا سلك الشيطان فَجًّا غير فَجِّك».