المسجد، وقليل من الأئمة من يهتم بتسوية الصف، وقد يقول كلمة غيرها، وبعضهم -والشيء بالشيء يُذكَر- يَذكُر حديثاً بهذه المناسبة لا أصل له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما يأمرهم بتسوية الصف بيقلهم:«فإن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج» وقد يقولون بلغتهم الِمعْوَجة: الِمعْوَج، الصف المعوج هذا حديث لا أصل له في كتب السنة إطلاقاً.
هذا لا أصل له، لكن الأحاديث التي ذكرتُها من قبل هي في الكتب الصحيحة كالبخاري ومسلم.
ولاهتمام الخلفاء الراشدين في اتباع سنة سيد المرسلين كانوا -وهذا في زمن عثمان بالضبط- وكلوا شخصاً لتسوية الصفوف في المسجد النبوي؛ لأن الناس كثروا في زمن الخلفاء، ما بقي في المسجد تعرفوا المسجد النبوي إلى الآن يُوسع ويُوسع حسب الحاجة، فأول توسعة أُدخلت على المسجد النبوي توسعة عمر بن الخطاب، وإلى الآن هناك في المدينة معروفة، ثم توسعة عثمان بن عفان، فلما كثر الناس كثرةً لم تكن في عهد الرسول -عليه السلام- وُكل شخص بتسوية الصفوف، فكان عثمان -رضي الله عنه وأرضاه- لا يكبر حتى يقول ذلك الوكيل بأن الصفوف قد تمت، يعني يمر صفاً صفاً من الأول إلى الآخر، استوت الصفوف، يقول الإمام -وهو عثمان-: الله أكبر، هذا الاهتمام الآن -مع الأسف- نادر جداً، فهذا الذي رأيته فيه خير.
السائل: أنا لاحظت إذا أقيمت الصلاة يلتفت يميناً ويقول: استقيموا يرحمكم الله او استووا، اعتدلوا، سووا صفوفكم، سدوا الخلل، من غير ما يدير وجهه لعِنْد المصلين، ما أدري هل الرسول كان دائماً وجهه لعِنْد المصلين.
الشيخ: لا، ليس في السنة، لا هذا ولا هذا، وإنما هذا حسب المصلحة، بمعنى إذا كان الناس فيهم قِلّة ويكفي أن يلتفت يميناً ويساراً، اكتفى بهذا القدر، أما إذا كانوا كثرةً، وهو بحاجة إلى أن ينظر على الصف الثاني والثالث، ما في مانع أن